استفاقت ساكنة حي القدس بمنطقة البرنوصي في الدار البيضاء، صباح اليوم الثلاثاء، على وقع جريمة بشعة راح ضحيتها سيدة ورضيعها كانا يعيشان في الشارع في ظروف اجتماعية قاسية.
ووفق المعطيات الأولية المتوفرة من مسرح الجريمة، فإن الأم ورضيعها تعرضا لاعتداء عنيف في الساعات الأولى من الصباح، يرجح أنه تم بواسطة دلو إسمنتي وجهت به ضربات قوية إلى رأسي الضحيتين، مما أدى إلى وفاتهما في الحين.
وفور إشعارها بالحادث، حلت مصالح الشرطة القضائية والسلطات المحلية بعين المكان، حيث تم فتح تحقيق تحت إشراف النيابة العامة المختصة، فيما تتواصل عمليات البحث المكثف عن الجاني، الذي لاذ بالفرار مباشرة بعد ارتكاب الجريمة.
وقد خلفت هذه الجريمة صدمة كبيرة في صفوف سكان الحي، الذين عبروا عن استنكارهم الشديد للحادث، مشيرين إلى أن الضحية كانت معروفة في المنطقة، وكانت تعيش في وضعية تشرد برفقة رضيعها دون أي رعاية أو تدخل من الجهات المعنية.
وتسلط هذه المأساة الضوء من جديد على معاناة الأشخاص في وضعية هشاشة وتشرد، وعلى غياب التدخلات الوقائية الكافية، حيث دعا نشطاء وفاعلون جمعويون إلى تحرك عاجل من طرف الدولة وجمعيات المجتمع المدني من أجل التكفل بهذه الفئات المهددة في أمنها وحياتها.
ويرى متتبعون أن هذه الحادثة يجب أن تشكل ناقوس خطر حقيقي حول مسؤولية الجهات المعنية في حماية أرواح المتشردين، خاصة النساء والأطفال، في ظل غياب مراكز الإيواء الكافية وبرامج الإدماج الاجتماعي الفعالة.