قراءة في نتائج انتخابات الودادية الحسنية للقضاة الاخيرة

نشر في: آخر تحديث:

أسدل اليوم الجمعة بالمعهد العالي للقضاء الستار على الاستحقاقات الانتخابية للودادية الحسنية للقضاة وذلك بانتخاب أعضاء المكتب المركزي و تجديد الثقة في رئيس الودادية الأستاذ عبد الحق العياسي ونائبه الأستاذ محمد الخضراوي ؛ وتأتي هذه المحطة كتتويج لمسار انتخابي انطلق خلال هذا الشهر انتهى بتشكيل المكاتب الجهوية للودادية الحسنية للقضاة في مختلف الدوائر الاستئنافية بالمملكة، وقد سبقتها حملة للتواصل مع قضاة المملكة في مختلف المحاكم قادها المكتب المركزي المنتهية ولايته وذلك للإنصات للقضاة والاستماع لانشغالاتهم ومشاكلهم .

والواقع أن المتتبع للشأن الداخلي للودادية الحسنية للقضاة سيقف لا مَحالة على الدينامية التي أصبحت تطبع العمل داخل الأجهزة، والرغبة الأكيدة لإعطاء انطلاقة جديدة وقوية لهذه الجمعية التاريخية، في ظل الظروف الجديدة التي أصبح يعيشها المغرب بعد دستور 2011 ومسلسل إصلاح منظومة العدالة الذي يقتضي التعبئة الشاملة وتكاثف جهود كل الفاعلين والمتدخلين لإنجاحه وتنزيله على أرض الواقع تنزيلا صحيحا و ديموقراطيا.

وفي هذا الصدد فإنه لا يختلف اثنان على أنَّ الحركيّة التي شهدتها الودادية خلال السنوات الأخيرة قد ساهم فيها بشكل كبير جيل جديد من القضاة الشباب الذين آمنوا بمبادئ الودادية وأفكارها وأهدافها، و أعربوا عن استعدادهم الكامل لتحمُّل المسؤولية من داخل الاجهزة وحمْل المشعل ومواصلة العمل بكل صدق ووفاء ونُكران ذات.

وكترجمة لهذه المبادئ والأفكار والتصورات، فقد كان شباب الودادية في مقدمة المترشحين لعضوية المكاتب الوطنية والجهوية في شخص قضاة اجتمعت فيهم صفات الصدق والنبل والوفاء والرغبة في التجديد، ، وهي خطوة لاقت التنويه والترحيب من لّدُن كل قضاة المملكة الذين أيقنوا أن رياح التجديد قد هبت فعلا على الودادية، وأنّ لا مستقبل إلا بالشباب وبسواعد الشباب وأفكارهم ومبادراتهم الخلاقة.

وتأتي هذه الانتخابات لتؤكد مرة أخرى على تاريخ الودادية العريق والمجيد، المرتبط بالوفاء بالعهد وبالقيَم والمبادئ الراسخة للودادية الحسنية للقضاة، فلا تجديدَ بالثورة على القيم والمبادئ التي قامت عليها الودادية، بل بالوفاء لها والتمسك بها والنهل من رصيدها الحضاري المجيد .

وتعد انتخابات هذه السنة من أهم اللحظات التاريخية، خصوصا وأنها تعد الأولى من نوعها في ظل المجلس الأعلى للسلطة القضائية الهادفة إلى الرقي بمهنة القضاء والسلطة القضائية والدفاع عن استقلاليتها، وتحصينها من كل الشوائب، وكل ذلك يُثبت أن الودادية بشيبها وشبابها منخرطة بكل جدية في دعم مسلسل الإصلاح وإنجاحه وأنها قد استوعبت التطور الفكري والتحولات التي يعرفها المشهد القضائي.

ولذلك فهي اليوم ماضية في تجديد هياكلها وأجهزتها التسييرية بطاقات جديدة مستعدة لتحمل المسؤولية بكل وطنية واعتزاز، وذاك كله ترجمة فعلية للرسالة الملكية التاريخية لجلالة الملك نصره الله

ويبقى حدث هذه السنة بالأهمية بما كان خصوصا وانه قد زكى عمل الودادية الحسنية للقضاة و إشعاعها ومسؤوليتها التاريخية في حمل مشعل استقلال القضاء والدفاع عن حقوق القضاة وحق للقضاة أن يفتخروا بالإنتساب إلى جمعيتهم العتيدة .

اقرأ أيضاً: