فلاديمير بوتين وجنون العظمة والإضطهاد مقاربة علم النفس السيياسي
Vladimir Putin and paranoia and persecution: a political psychology approach

نشر في: آخر تحديث:

تعتبر الشخصية السياسية أو الزعيم السياسي وسلوكه وسيرته النفسية وهي من بين موضوعات الدراسة في علم النفس السياسي وتفترض هذه المقاربة أن الشخصيات السياسية يؤدون دورهم السياسي من حيث أن خصائصهم النفسية تؤثر في أحداث العالم الواقعية ومخرجاتها،وتستند شخصيات الزعماء والقادة بشكل صريح أو ضمني إلى نظرية نفسية ما ،من بين موضوعات الدراسة في علم النفس السياسي وموضوع هدا المقال العلمي السيكولوجي لم يخرج عن هدا الإطاار وموضوعه هو شخصية زعيم روسيا الإتحادية الدي كثرت المقالات والٱراء بشأنه من طرف الصحف العالمية والذي حير عقول علماء النفس وخبراء الصحة و الطب النفسي بشخصيته الغامضة وسلوكاته تعددت المقالات والتصريحات بأنه مجنون ومصاب باضطراب البارانويا لكن هده المقالات والتصريحات لم تتصف بالعلمية والموضوعية.
فكثيرا مايطلب من علماء النفس وخبراء الطب والصحة النفسية تحليل بعض الشخصيات والحالات العقلية عن بعد لعدم إمكانية تحليل شخصية زعماء الدول بشكل مباشر وهو التحليل الذي من شأنه أن يساعد على معرفة الوضع العقلي الراهن للشخصية المراد تحليلها واتخاد القرارات والإجراءات المناسبة بشأنها كما قال أستاد علم النفس في كلية سانت جورج بجامعة لندن نيجل إيستمان<<عندما يتصرف شخص خارج نطاق مربع تفكير الشخص العادي قد يهدد أو يؤذي الٱخرين نجد أنه من الضروري البحث عن وسيلة لفهم تلك الشخصية وسلوكياتها ومن هدين المنطلقين سنحاول تسليط الضوء على الجانب الخفي والمرضي من شخصية قيصر روسيا بكل حيادية وذلك من خلال تحليل شخصيته و سلوكاته الملاحظة القابلة للقياس كما سنتعرف على مدى مطابقة سلوكاته مع أعراض البارانويا في إطار مقاربة علم النفس السياسي وتحليل شخصية بوتين حسب التحليل النفسي وعلم النفس المرضي وهذا المقال نتاج لبحث طويل ومعمق حول شخصية هدا الزعيم .
لطالما حكم بعض الزعماء والقادة المجانين دولا وتحكمو فيها وفرضو سيطرتهم على زمام السلطة وأدو إلى نشوب حروب عالمية أبيدت فيها البشرية وأحدثت خرابا كبيرا في الكرة الأرضية ،نفس المشكل يتكرر في القرن الواحد والعشرين وبهذا يصير مصير تلك الدول في يد قادة مرضى نفسيين غير مسؤولين بتاتا قد يجرون تلك الدول والعالم إلى مستنقع من الدماء وإلى خراب لم تشهده الكرة الأرضية والبشرية من قبل فعندما يصير مصير الأبرياء بين يدي مجنون غير مسؤول حتى عن نفسه وأول سمة يحب أن يتصف بها رئيس الدولة هي السواء رغم أن سيغموند فرويد قال نحن عصابيون لكن بدرجات أي نحن مرضى لكن بدرجات لكن عندما يصل الأمر إلى قرارات سياسية أو عسكرية ذاتية ترضي القائد وتشفي غليله وتخدم مصالحه لكنها بالمقابل تضر بالإنسان وبالعالم بأسره هنا نتحدث عن قمة الإضطراب لأن أي سلوك معادي للإنسانية فهو غير سوي وارتأينا من خلال هذا المقال تفسير شخصية رئيس روسيا الإتحادية على ضوء مقاربة علم النفس السياسي ومناهجه التحليلية .

1.1 نشأة بوتين طفولة صعبة وعقدة النقص :
ولد بوتين في 7أكتوبر من العام 1952 بمدينة لينين غراد التي تسمى الٱن سان بطنسبرغ وهي ثاني أكبر مدن روسيا والإتحاد السوفياتي كانت أسرة بوتين تعيش في شقة مجتمعية نتقاسم فيها ثلاث عائلات العيش لا تتوفر لأدنى شروط العيش والراحة بمرحاض مشترك.(1)
كان شديد التعصب للشيوعية لكن رغم الفقر المضقع الدي كان يعيشه إلا أنه كان يفرض هيبته على الٱخرين بحيث كانو يلقبونه بالظابط في المدرسة رغم أنه لم يكن يحصل على نقاط عالية في المواد الدراسية وكان متوسط الذكاء وهدا ما أنتج لديه عقدة النقص والدونية وهنا يسعى صاحب العقدة إلى ٱلية دفاعية لاشعورية وهي التعويض (compensation) وذلك بالنجاح في الدراسة أو العمل أو الوصول إلى إنجاز كالحصول على السلطة للتنفيس عن عقدة النقص وإثبات الذات .(2)

2.1الجذور التاريخية المتأصلة للبارانويا في شخصية بوتين :
درس بوتين القانون وتخرج من كلية الحقوق بجامعة لينينغراد سنة 1975 ونظرا لتميزه بين أقرانه وشخصيته الكارزمية تم إختياره للعمل في لجنة أمن الدولة الكي جي بي بالإتحاد السوفييتي .(3)
بدأ بوتين الإشتغال كظابط مخابرات في المخابرات الروسية الكي جي بي وكانت مهمته هي مكافحة التجسس وبعد دلك تجنيد عملاء للتجسس على ألمانيا ونحن نعلم كيف تكون شخصية العميل وكيف يبرمج الجهاز الإستخباراتي تلك الشخصية أول سمة يبرمج عليها العميل هي جعله يمدد أناه على الأنوات الأخرى وبذلك يستعمل أذنيه للتنصت في أي مكان على الجميع ظنا منه أن الجميع يتحدث عن المواضيع التي تهمه وتهم الجهاز الدي يشتغل لصالحه وهناك سمة ثانية وهي استشعار المراقبة والخطر والخوف من إنكشاف أمره وعمالته كما زرع فيه الجهاز اللاثقة أي أن العمل الإستخباراتي جعل بوتين لا يثق في أحد غير نفسه.
أثناء عمل بوتين مع الإستخبارات الروسية بدأت تكبر العظمة في نفسه يوما بعد يوم وبدأ يسعى نحو السلطة والعمل الإستخباراتي عزز لدى بوتين جنون العظمة والإضطهاد.
3.1 اللغة لدى البارانويي :
الأم وظهورها في الدال أي في اللغة جعل الكائن يعيش مخاوف الإضطهاد وبالتالي لم يتقبل الشرخ الدي وجد بينه وبين أمه فكل ذات تختلف عنه فهي عدوة له وهي منبع الألم والأذى والتهديد نقول أن الشيء بعينه عندما نكون أمام الدال في الغياب أصبح هذا الدال منبع للخوف من الشيء بعينه أي لكيان وجسم البارانويا أي أن اللغة عنده سليمة منطقها سليم لكن المشكل في التأويل تأويل لغة الٱخر بحيث يندرج التأويل في محور الإضطهاد وهو ما يجعل هدا الكائن معرى من السابق ويتوقع الخطر على الدوام من كل ناحية.(4)
وهدا ما نستنتجه من خلال رده على التصريحات الغربية أو العقوبات المتوالية على دولة روسيا ونداءات كل الدول لإحلال السلام التي تقابل بالتصعيد في خطاباته بحيث يهدد فيها العالم بأسره دائما باستخدام السلاح النووي كرد فعل على الإضطهاد وكذلك لغته الإصطهادية التي يوظفها في بعض اللقاءات الصحفية واللغة سواء أكانت لفظية أو حركية جسمية فهي ظاهر يعبر عن باطن والمضطرب يظهر من خلال لغته.
4.1 تحليل شفرات وجه بوتين :
ربما تكون قراءة لغة الوجه أو جسم الشخص هي أفضل أداة لتحليله وقياس الحالة المزاجية أو حتى التعرف على الإضطراب الدي تعاني منه هده الشخصية وقد أوضح الباحثون ٪55 من التعبيرات غير الشفهية تكون عن طريق الوجه فبما أنه هنالك تسرب لفظي فهنالك تسرب وجهي جسمي وكما قال سيغموند فرويد ذلك الدي يمتلك عينين يرى بهما وأذنين يسمع بهما ربما يقنع نفسه بأنه لا يوجد شخص سيكشف أسراره وما يكتمه فإدا كانت شفتاه صامتتين فقد تنطق أحد أطراف جسده الأخرى ويظهر عليه ما يجول بداخله في كل نظرة تنظرها إليه مما يفشي السر الدي يكتمه بطريقة رمزية .
بوتين لديه نظرة العيون المحدقة الثابتة وهي تعني في لغة الجسد إمكانية حدوث فعل عدواني وأيا كان التحديق فليس بالشيء المرغوب فيه فإذا استمرت هده النظرة الثابتة بدون تغير في تعابير الوجه لأي فترة من الوقت إزداد شعور الذي ينظر إليه بعدم الإرتياح .
ويقوم بذلك التحديق الثابت الميكيافيليون المتسمون بالمكر والخداع وسوء النية فنظرته دائما مدروسة وليست تلقائية فهو شخص ماهر في الكدب وقد تعلم أن يتحكم في مستوى القلق الدي يشعر به عن طريق التحديق في الٱخرين من أجل التأثير فيهم أو السيطرة عليهم .(5)
وكما هو متعارف عليه في صفوف ممارسي الطب النفسي والباحثين في علم النفس أن البارانويي تكون نظرته ثابتة ومعبرة عن العدوانية ولا يرمش وفي الحالات المتقدمة والمتطورة من المرض التي يفقد فيها المريض الصلة بالواقع لا يرمش أبدا يبقي عينيه مفتوحتين وثابتتين طيلة الوقت .
أما بالنسبة لملامح الوجه التي يظهر بها في أغلب ما التقطته الكاميرات وما عرض على شاشات التلفزيون فملامح وجهه تدل على الغضب وعلى القوة التدميرية المتواجدة بداخله حتى عندما يريد أن يصطنع أنه سعيد تظهر ملامح الغضب على وجهه وتفضحه نظرته .
4.1 F(60.0)مدى مطابقة أعراض البارانويا وظهورها على شخصية بوتين حسب الدليل التشخيصي العالمي DSM5:
إستعراض الأعراض مع أمثلة حية :
1-شبهات دون أساس منطقي في أن الٱخرين يستغلونه أو يريدون إلحاق الأدى به أو يخدعونه.
رئاسة دولة روسيا وحكمها هو من أدى إلى حالة اللاثقة في جميع المحيطين به فهو يترقب الخطر من كل صوب وحدب وحتى لا ننسى أنه تعرض لخمس محاولات إغتيال كلها بائت بالفشل وهدا ما عزز لديه هدا النوع من التفكير المرضي فحارسته الشخصية الملقبة بحسناء روسيا هي من أحبطت محاولات الإغتيال ورغم ذلك طردها من العمل بسبب تافه مع العلم أنها كانت قريبة منه طيلة أوقاته لأنه يعلم أنه هي من أنقدته وهي الوحيدة التي تستطيع قتله يوما ما.
صرح الظابط المنشق غليب كاراكولوف الدي كان جنديا برتبة نقيب في خدمة الحماية الفدرالية (FSO) أن بوتين مصاب بجنون الإرتياب أو البارانويا وقال كذلك أن جهاز الحراسة يقوم بإجراءات صارمة لحماية القيصر ووصفه أنه يعاني من الخوف المرضي أما مساكنه فتسميها الصحافة الروسية بالمخابئ ويحيط نفسه بحاجز أمني من الحراس الفدراليين كما أضاف أنه لا يستعمل الهاتف والأنترنت لكي لا يتعقبه أحد لأنه يستشعر المراقبة فهو يعتمد فقط على تقارير ومعلومات الإستخبارات الروسية .(6)
2-دائم الشك في الأصدقاء والزملاء حول صدقهم ووفائهم وانتمائيتهم .
وهدا مايتبين من خلال معاملته السيئة والمشينة لحلفائه من رؤساء وزعماء الدول الحليفة ودول الجوار التي تطالب بالسلام فهو يضطهد كل من ساوره الشك فيه وهدا باد من خلال سلوكاته الإضطهادية للرؤساء أمام أنظار العالم الناتجة عن الشكوك المستمرة في ذهنه دون أسباب منطقية وهي شكوك مرضية نابعة من جنون العظمة هنا يتحدث المرض ويكشف عن نفسه ويترجم لسلوكات اضطهادية مادية ملموسة قابلة للقياس والملاحظة كما أن هده الشكوك تصب في منحى واحد هو الخوف من الخيانة والغدر وبمجرد الشك يبدأ بوتين في ممارسة إضطهاده وإرسال رسائل لغوية أو رمزية مشفرة للمشكوك في أمره مفادها أنه إن حتى حاول التفكير في خيانته فسيقتله.
3-يتردد بالوثوق خوفا من أن تستعمل المعلومات ضده:
يضع كل ما يفكر فيه وخططه طي الكتمان ولا يصرح بها لأحد خوفا من أن تستعمل ضده لأنه كان عميلا في المخابرات وأول قاعدة في المخابرات هي السرية التامة زد على ذلك منصبه الحساس في روسيا وكل ما توصلت إليه هذان العاملان عززا لديه اللاثقة في الجميع أي اللاثقة المرضية .
4-يستنبط من الملاحظات أو الأحداث البريئة إهانات وتهديدات خفية .
يمارس الإضطهاد كردة فعل على الإضطهاد فأي كلمة أو حركة من الٱخر تأول على أنها ضده حتى لو كانت تافهة أي أنه دائم المراقبة ودقيق الملاحظة .
5-يحمل الضغائن بصورة متواصلة (أي لا يصفح عن أي إهانة أو أذية أو إحتقار.
سريع في اتخاذ المواقف في حق الٱخرين وخصوصا ضد خصومه السياسيين لا يسامح ولا يستقر له بال إلى أن ينتقم كما فعل مع أشرس معارضيه بوريس نيمتشوف الذي كان يشغل منصب رئييس الوزراء عندما دبر عملية اغتياله داخل موسكو وتم اغتياله رميا بالرصاص على جسر قرب الكرملين .
سنة 2006 إغتيال الصحفية الإستقصائية ٱنا بوليتكوفسكايا أمام منزلها وكانت معروفة بمعارضتها الشرسة للكرملين.
تعرض المعارض السياسي الأبرز في روسيا أليكسي ناڤالسي للتسميم بغاز نوڤيتشوك للأعصاب أثناء قيامه برحلة لسيبيريا وفي يناير 2021 حكم عليه بالسجن 9 أعوام في قضية مفبركة اعتبرها الرأي العام الروسي أنها عقاب له على معارضته الكرملين.
كما سجن المعارض كازا مورزا بالسجن لمدة 25 سنة بعد إدانته بتهم من بينها الخيانة العظمى.
فر أحد أبرز معارضي بوتين منهم الثري ميخائيل فودورفوكسكي بعد ما أمضى 10 سنوات بعد انتقاده لبوتين في فترة حكمه الأولى (7)
6-يستشعر هجمات على شخصه أو سمعته لا تكون ظاهرة وهو سريع الإستجابة بالغضب أو القيام بهجوم مضاد .
كما فعل مع أحد الصحفيين في ردة فعل قاسية بحيث سأله الصحفي عن جرائم روسيا في الشيشان أجابه قائلا إدا كنت تريد أن تكون إسلاميا متطرفا وتريد أن يتم حتانك فتعال إلى موسكو وسنحرص على ألا ينمو من جديد.
7-لديه شكوك متكررة دون مسوغ في إخلاص الزوج أو الشريك الجنسي .
في يونيو 2013 فاجأ الزوجان الرأي العام الروسي بخبر انفصالهما المفاجئ بعد 30 سنة من الزواج وقام بوتين بإعلان خبر طلاقه من لودميلا ألكسندروفنا من خلال التلفزيون بشكل رسمي.(8)
ومن خلال الإستجواب الدي قامت به الصحافة داخل الكرملين يتبين أن أسباب الطلاق الحقيقية لم يتم التصريح بها وهو ما يؤكد العرض السابع من أعراض إضطراب جنون العظمة والإضطهاد وهو الشكوك المتكررة والغير مبررة في الشريك الجنسي لا يعقل أن زواج دام لمدة 30 سنة أنتهى بطلاق وهذا إن كان يدل فهو يدل على أن زوجة بوتين إستحملت جنون بوتين وشكوكه واضطهاده لمدة ثلاث عقود واستمرت معه طيلت المدة مكرهة ومن خلال الإستجواب يتبين أنها سعيدة ومبتسمة ويعتري وجهها الفرح لأنها تحررت وتخلصت من الإضطهاد قد يبدو الأمر غريبا إمرأة سعيدة وفي قمة الفرح لأنها طلقت من زعيم وقيصر روسيا الإتحادية !
ومن أسباب الطلاق كدلك الغيرة (Jealousy) الغيرة على المحبوب لا يقبل أن يشاركه أحد فيه أي الغيرة الزائدة عن الحد وحب التملك تملك الشريك وإخضاعه للأوامر وإفقار المحب لكي يبقى تابعا له وتكريس التبعية على الدوام فهو الحب نفسه ومركز كل شيء لدلك هو لا يطمئن لأي أنثى حتى ولو فعلت كل ما يقول ويأمر به.(10)
فصاحب إضطراب جنون العظمة والإضطهاد لا يستمر في العلاقات العاطفية والزوجية فهو لا يتوافق مع المرأة بسبب كثرة شكوكه على أبسط وأتفه الأمور وهدا ما يحيلنا إلى أصل المشكل وهو العلاقة أم -طفل التي أشرنا إليها في اللغة فنمودج التعلق الوجداني لدى بوتين مع أمه هو نمودج تعلق وجداني سلبي.
5.1 هذيانات جنون العظمة والإضطهاد :
هديان الغرام(Delirium of love) :أساسه هو الحب يحب على كره وعلى الجميع أن يحبه فهو الجمال نفسه هنا يكمن المشكل فمن لا يحبه ولا يعلن حبه له فهو متمرد عليه ويستحق عقابه وهو لا يحب يتخذ منك موقفا أنت لا تعرفه هنا يظهر العنف وتصل العدوانية إلى الجريمة.
هذيان الحساسية (Delirium Delicacy): كل شيء يجرحه يستدخل كل شيء إلى عالمه الداخلي معنوي كثيرا وجدي وشديد الحساسية للأخلاقيات.
هذيان المثالية (Delirium Idéalisme): مثالي في كل شيء والمثالية منحصرة فيه وحده لدلك لا يقر بالٱخر وينتج عن هدا تضخم الأنت أو ما يصطلح عليه في التحليل النفسي بالأنا المطلق.
هذيان المطالبة والإحتجاج (Delirium of demande and protest): لا يعرف إلا أن يطالب ومهما أخذ يطلب المزيد لأن هدا الكائن كل شيء من حقه ولا يوجد عطاء يرضيه فهو ضد الإقرار بالفضل لأنه الفضل بداته إذا أخذ أخذ حقه فقط وهو كثير الشكوى لا يحمد ولا يقر بأي فرد وكثير الخصام والعداء (مستفز)(11)

6.1 تعامل بوتين مع الضحايا الجدد:
نلاحظ من خلال لقاءات مع قادة ورؤساء من دول الحلف الٱخر أن الجانب البارانوييي يختفي ويصبح بوتين لطيفا مبتسما وإجتماعيا ويستقبلهم بحفاوة الإستقبال لكن كل هدا مجرد تمثيل وماهو إلا تمهيد لفتح باب السيطرة والخضوع على زعيم تلك الدولة وجعله تحت إمرته وٱن داك يسقط القناع ويظهر الوجه الحقيقي والخفي لبوتين فلا يبقى التعامل كتعامل الأيام الأولى لأن الضحية وقعت في الفخ وبالتالي يتم معاملته معاملة اضطهادية كما يفعل مع أقرب زعماء الدول الحليفة لروسيا وكاميرات القنوات شاهدة على دلك.
7.1 لمادا قلنا أن بوتين مضطرب ومريض بجنون العظمة والإضطهاد؟
بعد تحليل شخصية زعيم روسيا وبعد مطابقة الأعراض وتوفرها في شخصيته يتبين ومما لا شك فيه أن بوتين مريض والدليل الأخير الدي يثبت ذلك قطعا هو دخوله في حرب تسببت في أزمة عالمية مازالت تلقي بظلالها على الشعوب و يعلم أنها قد تتسبب في حرب عالمية ثالثة نووية ستكون سبب دمار ونهاية العالم بوتين يعلم أن الضغط على الزر سيقابله الرد ولنا أن نتخيل حجم الدمار الدي سيقع في الكرة الأرضية وهو على تمام اليقين أنه لن يبقى وجود لا له ولا للعالم ومع ذلك فهو مازال مستمرا في الحرب وهدا إن كان يدل فهو يدل على أن النزعة العدوانية التدميرية سيطرت على بوتين وطغى دافع الموت عليه وانطلاقا من تحليل شخصية بوتين يتبين ومما لاشك فيه أن هنالك إمكانية الضغط على الزر في أي لحظة لأن وكما قلنا دافع الموت طغى وسيطر عليه وهو مستعد أن يموت هو نفسه إرضاء لعظمته وجنونه وسعيه نحو حكم العالم ،نستطيع أن نتوقع ردة فعل إنسان سوي لكن لا نستطيع توقع سلوك مضطرب وخصوصا صاحب إضطراب جنون العظمة والإضطهاد فمصير العالم الٱن بين يدي مريض ذهاني قد يدمر العالم لإرضاء جنونه وعظمته سعيا نحوالسلطة المطلقة وهدا تصرف لا يصدر إلا من شخص يفكر خارج نطاق تفكير الإنسان السوي فالمضطرب هو من يستطيع فعل ما لا يستطيع فعله الإنسان السوي وهو أيضا من يشكل خطرا على نفسه وعلى المحيطين به وبوتين يشكل خطرا على البشرية والعالم بأسره.
8.1 العلاج :
للأسف لايمكن علاج مثل هده الشخصيات عندما تصل إلى مقاليد السلطة فهو يعتبر نفسه طبيب الأطباء وعالم العلماء والقائد الملهم والمثل الأعلى ولا يعترف بمرضه فهو السواء بعينه ومركز كل شيء .
يصف الطبيب النفسي مضادات الدهان والإكتئاب في حالات إضطراب الشخصية البارانويي وعند الإستجابة للعلاج بالعقاقير يمكن للمريض أن يستعين بحصص العلاج المعرفي السلوكي لدى الأخصائي النفساني لتغيير الأفكار والتخلص منها بل وقتلها لكي لا تعود مرة أخرى.

المراجع:
1-كتاب القيصر التحدي الإرادة صناعة العالم جديد ،عصام عبد الفتاح ،النخبة للدعم النفسي ،2015 ص 28
2-shacter .Maniel l.psychologie second édition 41 Madison avenue ,New York ,,worth publishers pp482-483
3-كتاب القيصر التحدي الإرادة صناعة العالم جديد ،عصام عبد الفتاح ،النخبة للدعم النفسي ،2015 ص38
4-محاضرات علم النفس المرضي ،الدكتوراابروفيسرور هرم التحليل النفسي المغربي بن حدو محمد 2016
5-كتاب أعرف ما تفكر فيه ،د.ليليان غلاص ،مكتبة جرير ،2007 ص 203-228-
6–ظابط منشق يتحدث عن جنون الارتياب لدى بوتين وشبكة قطاراته السرية،الجريدة الإلكترونية الوطن ،بتاريخ2023/03/07
7-معارضو بوتين في روسيا بين الموت والسجن والمنفى جريدة النهار العربي حرر بتاريخ 2023/04/17
8- كتاب القيصر التحدي الإرادة صناعة العالم جديد ،عصام عبد الفتاح ،النخبة للدعم النفسي ،2015 ص30
9- Manual Diagnostique et statistiques des trouble mentaux,DSM5p 856
10- محاضرات علم النفس المرضي ،الدكتوراابروفيسرور هرم التحليل النفسي المغربي بن حدو محمد 2016
11- محاضرات علم النفس المرضي ،الدكتوراابروفيسرور هرم التحليل النفسي المغربي بن حدو محمد 2016

ابن عزيز محمد خريج كلية الٱداب والعلوم الإنسانية اضهر مهراز فاس شعبة علم النفس

اقرأ أيضاً: