يبدأ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اليوم، الاثنين 28 أكتوبر 2024، زيارة دولة إلى المغرب تستمر ثلاثة أيام، يرافقه وفد رفيع المستوى يضم 120 شخصية من بينهم وزراء وسياسيون ومثقفون ورياضيون. وتأتي هذه الزيارة، التي تجري بدعوة من الملك محمد السادس، لتعزيز العلاقات الثنائية وتتويج الاعتراف الفرنسي الرسمي بسيادة المغرب على صحرائه بخطوات عملية ملموسة.
من المتوقع أن تشهد هذه الزيارة الإعلان عن قرارات استراتيجية لدعم العلاقات المغربية-الفرنسية، حيث أفاد معهد الآفاق الجيوسياسية (IGH) نقلا عن مصادر بالإليزيه أن فرنسا ستفتتح قنصلية ومعهدا ثقافيا فرنسيا في مدينة العيون. ويعد هذا الإجراء أول تمثيل دبلوماسي لدولة أوروبية في الأقاليم الجنوبية، وقد يشجع دولا أوروبية أخرى على اتخاذ خطوات مشابهة. ومن المنتظر أن يعلن ماكرون عن هذه الخطوة خلال خطابه أمام البرلمان المغربي يوم الثلاثاء، مع تحديد موعد افتتاح المؤسستين في 6 نوفمبر تزامنا مع ذكرى المسيرة الخضراء.
القنصلية العامة الفرنسية ستشمل اختصاصاتها جهتي العيون-الساقية الحمراء والداخلة-وادي الذهب، بينما سيقدم المعهد الثقافي برامج تعليمية وثقافية متنوعة، تشمل دروسا في اللغة ومكتبة إعلامية، ليكون بذلك المعهد الفرنسي الرابع عشر في المملكة.
ويأتي هذا التمثيل الدبلوماسي في أعقاب اعتراف فرنسا، قبل ثلاثة أشهر، بسيادة المغرب على صحرائه، في خطوة ينظر إليها على أنها تعزز الحضور الاقتصادي والثقافي الفرنسي في المنطقة. ويتجسد هذا الحضور حاليا من خلال فرع لغرفة التجارة والصناعة الفرنسية المغربية واستثمارات متنامية، خاصة في مجال الطاقات المتجددة.
ومن المرتقب أن يحضر البرلمان المغربي جلسة مشتركة غدا الثلاثاء للاستماع إلى خطاب ماكرون، الذي يعد محطة أساسية في جدول أعمال الزيارة، حيث تهدف الخطوات الفرنسية إلى تأكيد دعمها للوحدة الترابية للمغرب وتعزيز التعاون الاقتصادي والثقافي مع المملكة.
