أنس خالد – صوت العدالة
في إطار إعادة هيكلة الحكومة المغربية، عيّن الملك محمد السادس عمر حجيرة كاتباً للدولة لدى وزير الصناعة والتجارة مكلفاً بالتجارة الخارجية. هذا التعيين يعكس الثقة الملكية في كفاءة وخبرة حجيرة، الذي يُعد من الوجوه البارزة في المشهد السياسي المغربي.
ولد عمر حجيرة في مدينة وجدة عام 1967، وحصل على درجة الدكتوراه في الصيدلة من جامعة سيليزيا الطبية في بولندا عام 1993. وخلال فترة دراسته، كان ممثلاً للاتحاد العام لطلبة المغرب في بولندا، مما يعكس اهتمامه المبكر بالشأن العام وقضايا الشباب.
بدأ حجيرة مساره السياسي في سن مبكرة، حيث شغل منصب كاتب عام لفرع الشبيبة المدرسية بوجدة، ممثلاً عن حزب الاستقلال. ومنذ الثمانينيات، واصل نشاطه الحزبي حتى تقلد عضوية المجلس الوطني للحزب منذ المؤتمر الثالث عشر عام 1998.
تمتد مسيرته داخل حزب الاستقلال عبر عدة مناصب، حيث تولى عضوية اللجنة المركزية للحزب في المؤتمرات المتتالية منذ عام 2002. وفي عام 2017، تم انتخابه في اللجنة التنفيذية للحزب، كما تم تكليفه بمنسق أجهزة وهيئات الحزب في الجهة الشرقية. وجددت الثقة به في المؤتمر الثامن عشر لعام 2024.
كان لعمر حجيرة حضور قوي في التمثيل المحلي والوطني، إذ شغل منصب عمدة مدينة وجدة لولايتين من 2009 إلى 2021. كما انتخب نائباً في البرلمان منذ عام 2007، مما يعكس ثقة المواطنين به في تمثيل مصالحهم. بالإضافة إلى ذلك، اختير نائباً أولاً لرئيس مجلس جهة الشرق عام 2021، مما عزز دوره القيادي في المنطقة الشرقية.
في مايو 2024، تولى حجيرة رئاسة الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية في مجلس النواب، حيث ساهم في تنسيق فرق الأحزاب السياسية الداعمة للحكومة. ويعتبر هذا الدور مهماً في تعزيز التنسيق الحكومي ومتابعة البرامج التشريعية المتعلقة بالتنمية.
مثل عمر حجيرة المغرب في عدة محافل دولية، مثل برلمان أوروبا بين 2010 و2015 والاتحاد البرلماني الدولي منذ عام 2021. وقد شارك في عدد من المؤتمرات الدولية مدافعاً عن قضايا الوحدة الترابية، التنمية الإقليمية، والتعاون جنوب-جنوب، مما يعزز مكانته كسياسي وطني ذو تأثير دولي.
عمر حجيرة يمثل نموذجاً للسياسي المتفاني الذي يجمع بين الخبرة العلمية والعملية والشجاعة في التمثيل الوطني والدولي. تعيينه كاتباً للدولة مكلفاً بالتجارة الخارجية يفتح صفحة جديدة في مسيرته ويعكس ثقة القيادة المغربية في جهوده لخدمة مصلحة البلاد.
