الرئيسية أخبار وطنية علاء الكداوي لـ “ صوت العدالة ” زمن الكفاءات بدأ، والمهندسون الشباب مستعدون لصناعة القرار

علاء الكداوي لـ “ صوت العدالة ” زمن الكفاءات بدأ، والمهندسون الشباب مستعدون لصناعة القرار

IMG 20250324 WA0040
كتبه كتب في 24 مارس، 2025 - 8:04 مساءً

صوت العدالة– الرباط
في هذا الحوار، استضفنا المهندس الشاب ورجل الأعمال والخبير القضائي، السيد علاء الكداوي، في حوار صريح ومباشر حول مسيرته، رؤيته، ومكانة الشباب والكفاءات في المشهد الوطني. من منطلق تجربة صنعت من لا شيء، بدا واضحاً أن الكفاءات المغربية، وعلى رأسها المهندسون الشباب، لا ينقصها لا الطموح ولا الوعي، بل فقط الثقة والدعم.

“مروان.”: سي علاء، نعرف أنك مهندس، خبير قضائي، وصاحب شركات، لكن القارئ يتساءل: من هو علاء الكداوي فعلاً؟
علاء الكداوي شاب مغربي آمن منذ البداية أن لا شيء يأتي بسهولة، وأن النجاح لا يُهدى بل يُنتزع بالاجتهاد. انطلقت من لا شيء، من أحلام بسيطة في حيّ بسيط، واليوم أشتغل كمهندس، أسّست شركات اشتغلت مع مؤسسات كبرى، وأتحمل مسؤولية خبير قضائي أمام المحاكم.

أكملت دراستي الجامعية وأنا أشتغل في نفس الوقت، وحرصت على تطوير مساري من خلال خوض مجموعة من التدريبات المهنية خارج المغرب، من بينها فترات تدريب في كل من باريس ومدينة بيتوريا الإسبانية، وهي تجارب أغنت رؤيتي، ووسّعت أفق تفكيري، وعلمتني كيف أوفّق بين الجذور المحلية والنظرة العالمية.
وأنا ابن مدينة القنيطرة، وفخور بهذا الانتماء. القنيطرة ليست مجرد مدينة نشأت فيها، بل هي مصدر اعتزازي، والبيئة التي صقلت شخصيتي، وأعطتني الإلهام كي أواصل الطريق بثبات وإيمان.

“ مروان ”: واش ممكن نقولو أنك من الجيل الجديد من الكفاءات اللي خاصها تكون في مراكز القرار؟

نعم، وبكل تواضع ووعي بالمسؤولية، كنآمن أن المغرب محتاج اليوم لوجود كفاءات شابة فمراكز القرار، خصوصًا اللي خدمو على راسهم، وكيمثّلو واقع الشعب، مش منغلقين عليه. التوجيهات الملكية الأخيرة كانت واضحة: المغرب لا يمكن أن يتقدم دون تعبئة حقيقية لطاقات الشباب. فكيفاش يمكن لنا نطبّق هاد الرؤية إلا ما كانوش هاد الطاقات حاضرة فالمجالس المنتخبة، فالمؤسسات، وحتى فصنع السياسات العمومية؟ المهندس ماشي فقط رجل تقنية، بل مفروض يكون فاعل فالتنمية، فكرًا وتنفيذًا.
“ مروان ”: علاش بزاف من الكفاءات بحالك ما كيدخلوش السياسة؟ واش عندك موقف؟

الحقيقة أن عدد كبير من الكفاءات فقدو الثقة فالعمل السياسي، لكن شخصيًا كنعتبر أن التوجيهات الملكية فهاد الباب كتخلينا نرجعو نآمنو بالأمل. سيدنا قالها بوضوح: بلادنا محتاجة شباب مسؤول، وكفاءات جديدة، ومؤهلات حقيقية. حان الوقت أننا ما نبقاوش فقط ننتقدو الوضع من بعيد، ولكن نشاركو فصناعته. السياسة ماشي هدف عندي، ولكن وسيلة من وسائل التغيير الحقيقي، وكنشوف هاد الشي ضروري إذا بغينا نكونو مواطنين فعّالين بالمعنى اللي كيعطيه جلالة الملك للمواطنة الحقيقية.

“ مروان ”: فمسيرتك، واش لقيت صعوبات معينة فقط لأنك شاب؟

أكيد. وخا كنت جاي بخبرة وتكوين، لقيت فكل مرحلة عراقيل. خصوصًا فبداية مشروعي فمجال التمويل، كانت هناك مقاومة شرسة من لوبيات السوق اللي ما بغاتش شركة شابة تدخل للميدان. حاربوني من النهار الأول: تسدات الأبواب، تنساو العقود، وتعرقلات الصفقات. وكنت كنشوف كيفاش ناس عندهم مصالح كيبغيو يبقاو محتكرين السوق بلا منافسة نزيهة. ولكن كابرت، وبقيت صامد، واليوم الحمد لله عندي اسم محترم فالمجال، وهاد الشي زادني عزيمة.
ماشي غير فمجال التمويل، حتى فالعقار والصناعة لقيت نفس المنظومة، نفس الأساليب. كل ما تحاول تبني بشفافية، كتلقا رياح ضدك. ولكن تنقولها اليوم بصوت عالي: إلى دخلت السياسة، مغاديش نبقى ساكت، وغادي نحارب هاد اللوبيات بالقانون وبالحق، ومن موقع رسمي.

“ مروان ”: واش كتآمن أن الكفاءات اللي بحالك قادرة تغيّر وجه السياسة المحلية والوطنية؟

نعم، السياسة خاصها تعاود تبنى على الكفاءة والخدمة، ماشي على الوعود. المهندسين مثلاً، عندهم تكوين لحل المشاكل، والتخطيط، والتنفيذ الواقعي. وهاد الشي هو اللي خاص السياسة اليوم. إلى بغينا مغرب جديد، خاصنا ناس جداد، عندهم عقلية الحل، ماشي عقلية التبرير.
“ مروان ”: وصلنا من مصادر خاصة أنكم تفكرون في الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة. هل تؤكدون ذلك؟

بصراحة، كنعيش هاد الفكرة بين التردد والإحساس بالمسؤولية. السياسة بالنسبة لي ماشي غاية، ولكن وسيلة إذا كانت غادي تخليني نساهم فالتغيير الحقيقي.

كنفكر، كنقيم، وكنشوف شنو ممكن نحقق فعلاً. إيلا كان المناخ مناسب، وكان المشروع اللي غادي نكون فيه نزيه، واضح، ومبني على الكفاءة وخدمة المواطن، أكيد غادي ناخد الخطوة.

بصراحة، الخطابات الملكية، خصوصاً اللي كتوجّه للشباب، كتخليني نحس أن الوقت فعلاً تبدّل. صاحب الجلالة نصره الله كيعطي الثقة لجيل جديد، وكيطلب منو يتحمّل المسؤولية ويشارك فبناء مغرب الغد. وأنا كمهندس وكشاب، كنشوف أنه من الواجب نكون جزء من هاد المشروع، ولكن فقط إذا توفر الجو النقي، والشركاء اللي فعلاً باغين يخدمو الوطن، ماشي المناصب.

“ مروان”: بما أنك من أبناء مدينة القنيطرة، واش عندك كلمة خاصة على هاد المدينة؟

القنيطرة بالنسبة ليا هي الأصل، هي المدينة اللي كبرت فيها وتعلمت فيها بزاف. كنعزّها بعمق، وكنفتخر بانتمائي لها. ناس القنيطرة طيبين، صبورين، وعندهم روح عالية بالرغم من كل الظروف.

وإذا قررت يومًا أن أدخل غمار العمل السياسي، فبلا شك ستكون القنيطرة في قلب هذا القرار، لأن البداية دائماً من البيت، وأنا حريص على أن أكون مفيد لمدينتي كما أطمح أن أكون مفيدًا لوطني.

“ مروان ”: كلمة أخيرة منك للشباب اللي بحالك، ولصنّاع القرار؟

كنقول للشباب: بلادنا محتاجاكم، متخافوش، حاربو بصمت، وبخدمة مزيانة. وكنقول لصنّاع القرار: راه جيل جديد واقف، فيه الضمير، والعلم، والنية الصافية. أعطيوه الفرصة، ووقفو معاه. راه المغرب يستاهل نخدموه كاملين.

مشاركة