ذ/عدنان لشكر :فاعل مدني ونقابي
عبد الرحيم بوعيدة، الأستاذ الجامعي والسياسي المغربي الذي تجاوزت سمعته حدود جهة كلميم وادنون لتصل إلى أرجاء الوطن، يجد نفسه اليوم وسط جدل سياسي لا يهدأ. بعد دخوله عالم السياسة في مجلس الجهة الذي عانى من توقف دام خمس سنوات، أصبح بوعيدة هدفًا للانتقادات والتشكيك، لا لشيء سوى لتمسكه بمبادئ ثابتة أبرزها حماية المال العام ومكافحة الفساد.
في مواجهة تيارات سياسية نافذة وأطراف تسعى إلى تشويه صورته، حافظ بوعيدة على مواقفه المبدئية. ورغم الانتقادات التي تجاوزت حدود النقد البناء إلى حملات شخصية، يظل نجاح أطروحاته السياسية والاجتماعية ظاهرًا للعيان، خاصة بعدما أكملتها شخصيات مقربة بنكهة سياسية احترافية وواقعية.
العديد من منتقدي بوعيدة لا يدركون حدود اختصاصاته كبرلماني يمثل الأمة، إذ يقتصر دوره على طرح الملفات وتسليط الضوء على القضايا التي تهم المواطنين. وبينما تستجاب بعض تساؤلاته، قد تعجز السلطة التنفيذية أحيانًا عن التجاوب مع أخرى لأسباب تتعلق بتعقيدات إدارية أو سياسية خارجة عن إرادته.
إذا كان البعض ينتقده اليوم لأنه لم يحقق ما يتجاوز صلاحياته، فمن يدري، قد يكون بوعيدة يومًا وزيرًا يُنتظر منه تنفيذ السياسات وتحقيق التحولات. حينها، قد تتبدل مواقف منتقديه، وينقلب الهجوم إلى تمجيد، لا لشيء سوى لتحقيق مصالح شخصية لا تعترف إلا بالمصالح الآنية.
اليوم، بوعيدة ليس سوى برلماني يؤدي دوره ضمن حدود القانون والدستور، ويواصل مساره السياسي بثبات رغم كل التحديات. الزمن كفيل بالكشف عن مسار الرجل، وإن كان سيبقى مخلصًا لمبادئه التي دافع عنها منذ البداية، أو سيختار التكيف مع متغيرات المشهد السياسي.