ظاهرة العنف

timthumb 4.jpeg
كتبه كتب في 26 مارس، 2018 - 6:43 مساءً

 

سناء حاكمي
العنف يُعرف العنف بأنّه “سلوك عمدي موّجه نحو هدف، سواءً لفظيّ أو غير لفظي، ويتضمّن مواجهة الآخرين مادياً أو معنوياً، وهو مصحوب بتعبيرات تهديديّة، وله أساس غريزي”.
الكل منا يعيش العنف بطريقة مباشرة او غير مباشرة،تختلف أساليبه و العنف واحد.
يبدأ العنف منذ الطفولة، و في اول مقعد مدرسي،و مع اول معلم الذي يبدأ بتعنيف التلميذ، عن طريق إهانته امام زملائه، او ضربه لمجرد عدم حفظه لدرس ما، او عدم انجازه لتمرين معين،مع ان اخر الدرسات و الأبحاث تؤكد على وجوب الاهتمام بنفسية التلميذ، و الاهتمام بظروفه الاجتماعية و الاسرية، التي ربما تؤثر سلبا على تجاوبه التعليمي،و كما ان معلمينا الأفاضل ينسون الحالات المصابة ب “الديسليكسيا”و هو مرض يصيب 10% من اطفال العالم الذي يجعلهم يعانون من صعوبة القراءة و الكتابة،طبعا لا احد يهتم ، و لا يقف العنف هنا فقط، بل يستمر خارج أبواب المدرسة، بتعنيف طفل لطفل اخر ، اما إهانته بكلمات جارحة أو سرقة اغراضه ، و يستمر العنف الى المنزل بضرب الوالدين لهذا الطفل لانه لم يحصل على علامة دراسية جيدة او لإهماله لأدواته.
كل هذا السلوك يخلق لنا شابا معنفا، يعنّف بدوره أساتذته في السلك الثانوي، و كما لا يخفى عن احد
حالات تعنيف الأساتذة في أيامنا الاخيرة التي غزت جل المدارس المغربية.
فالعنف هنا عبارة عن سلسلة مترابطة، تبدأ بطفل معنف، و تنتهي بشاب و رجل مجرم يستخدم العنف في حياته اليومية، رجل يعنّف زميلته، يعنّف اخته، ثم زوجته.
يبدأ من الشارع بتعنيف النسوة المارة بالتحرش بهن لفظيا او التعدي عليهن باخد أغراضهن، او حتى لمسهن دون رضائهن، ثم يذهب لبيته ليعنف زوجته المتعبة من عملها ، و ياخد مالها ، و يرغمها على قضاء حاجياته، و ينتهي بتعنيفها جنسيا.
و العنف احيانا ليس حكرا على المرأة، فالرجال ايضا يعنفون من طرف مدارئهم او رؤسائهم في العمل، و حتى بين الأزقة و الشوارع.
كلنا نعيش العنف و الايذاء النفسي عن طرق التهديد و التخويف من طرف القوانين، و الشرائع الدينية، نعشيه عبر القنواتنا التلفزية، التي بدورها تدس لنا، و تجبرنا على متابعة برامج محبطة، تؤذي و تعنف نفسيتنا.
و لا يكفيهم اننا نعنف عند إجبارنا على الوقوف في الإشارة الحمراء، او إجبارنا على وضع حزام السلامة، او حتى على اكل و لَبْس و حياة رغما عنا.
عنف يومي تمارسه الحياة علينا، الى اين السبيل…

مشاركة