الرئيسية آراء وأقلام شُيوخ بدُونِ مأوَى في العرَاء …

شُيوخ بدُونِ مأوَى في العرَاء …

received 1504141372996628.jpeg
كتبه كتب في 31 ديسمبر، 2017 - 7:16 مساءً

صوت العدالة- مراد بنيف

 

ليلٌ طويل يرصدُ آفاقي ويغني، أغنية وداع، كم مرة تنير الجمرة، وينادي يا هذا من تحاول أن تنادي، من اتبعوا الغرائز و المباني، أم من اتخذوا العيش تيهاً بين المواقع والأغاني (…) في انتظار السماء أن تجود بالمطر، لنتبادل الفرح والتبريكات فالتماني بعد التهاني، قبل أن تتحول تلك الزخات القليلة إلى بركا على الطرقات والأزقة، فيرتجف الفقير النائم في الطرقات رعبا(…) مهترئةً ثيابه يعاني، ثم يسأل(…)؛ عما تبحث، ماذا أفعل..؟
بردٌ مسدسٌ كاتم الصوت ينخر قلبي نخراً ماذا تُريد(…)؟، أجول من شارع إلى شارع، للبرد بمن ينزلون تحت شرفات الأسقفِ الصامتة بين الأزقة جسداً، لا أحد يشاركني وحدتي في عزلتي(…) لا أحدَ يا هذا، خذني إلى طريق خالقي أطفوا بعد رحمته رشدا وأجد في عزلتي صورتي، لم أجد ما به أخرج من حائطي (…) إلى سفر شبيه الموت في يوم عيدي، أنفخ في جمرٍ ليس بمشتعل ولا منطفئٍ نفخاٌ، و أرقصُ صبرا (…) في يومٍ غير حزينٍ صبرًا جميلاً قليلاً قليلاَ إذا ما استطعته إلى ذلك سبيلاً سبيلاَ، لأنسى وأملك السلام لي و مثلي صبرا.. ولن أعود(…) إن تركتُ المكان.
وكلي حبا بالمكان أرى السماء من ذات المكان، أرى(…) ربما كان الطريق قبل الوصول إلى المكان متشعبا، وربما بصوت القلوب المتحجرة تشوه المكان، وكل تحجرٍ به (…) ليته لم يعلمني حب المكان، و كل حب من حبه هنا لن يسقُط في الأيادي الملطخة بنهجٍ مخالفٍ ها هنا بما أرادونا أن نكون موتى ومستشفيات(…)، ليس كما وفق ما نريد أن نكون، بل هم كما أرادوا أن يكونوا لن يكونوا(…)، يكفي أن أنام حرا واستيقظ على صدى صوت قطرة ماءٍ تطهر في خضم المكان على ايقاع الندى قلبي من أحلام الدجى.
كالغرباء(…) أجمع حقائبي، ودمع الحزين الفرح يكاد يُغرق سفينتي غرقا، أبدأ يومي تأملاً في المدى نظرة الأسدِ المريضِ نوائب الدهرِ(…) عالمي ما أنعم علي به ربي وكسبت يدي، لا نأكل مما تنبث الأرض إلا لمامًا, وماذا أرى؟، وماذا عساي أرى بعدما أرى أجمل من الذي كُنت من قبلُ أرى(…)؟
خرجتُ الآن من عزلتي بحثا عن غايتي ولا أجد غايتي، فهل غايتي فعلا غايتي؟، لون السماء تغير، ولم أجد إلا ما تبقى من أمسِ، على حافة الهامشِ كالشجرة(…)، مسلمٌ يرى فيها ظلّ جميل رحمة من حرارة أغسطس، وآخرٌ يرى فيها ضرورة لا بد من لغتها(…) لتستمر الحياة نقية بعيدا إذا عن دخان المصانع وما صنعنا لنا، والآخر الأسوء لم يكتفي من أخذ ما أخذ من سبقوه منها، فرأى فيها أيام حطب نارِ في ليلي الشتاء الباردة، عانق الوسادة و ناما سلامًا سلاما، ولا من يوقف المذبحة(…)، فيكتبُ المؤرخ التاريخ وما ظهر من مآسي فقط بقوة الإبهام !.. يا.. ملك الفقراء.

مشاركة