صوت العدالة – الرباط |
كشفت تحقيقات موسعة تجريها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، عن خيوط شبكة إجرامية متشابكة الأطراف تجمع بين المدعو المهدي حيجاوي، الموظف السابق المعزول من جهاز المخابرات الخارجية والهارب خارج التراب الوطني، و”التيكتوكر” المثير للجدل هشام جيراندو، المطلوب قضائيا في قضايا تتعلق بالنصب والاحتيال والتشهير والابتزاز.
ووفق معطيات حصرية توصل بها موقع صوت العدالة من مصادر قريبة من التحقيق، فإن المهدي حيجاوي كان يشكل العمود الفقري للدعم المالي واللوجستيكي الذي يستفيد منه هشام جيراندو في تنفيذ مخططاته التشهيرية والإجرامية، مستهدفا مؤسسات الدولة وشخصيات وطنية، مقابل خدمات ذات طبيعة مسيئة للمغرب وثوابته.
المثير في الأمر أن حيجاوي، وفق التحقيقات القضائية، قام بتوفير تذاكر سفر دولية بالمجان لهشام جيراندو وأفراد من أسرته، مكّنتهم من التنقل بين دول كتركيا، وأوروبا، ودول جنوب شرق آسيا، مستعيناً بوكالة أسفار بالرباط، مع إعطاء تعليمات صارمة بعدم إدراج اسم جيراندو ضمن بياناته الخاصة، وتعويضها بمعلومات مزورة لتفادي كشف العلاقة المشبوهة بين الطرفين.
وتمكنت عناصر التحقيق من تتبع أثر عشرات التذاكر التي تكفل بها المهدي حيجاوي، رغم محاولاته إخفاء هذه المعاملات عبر قنوات غير مباشرة، ما اعتُبر وسيلة احتيالية الهدف منها التمويه عن علاقة دعم وتواطؤ مع شخص مبحوث عنه قضائياً، ما يضعه تحت طائلة المساءلة الجنائية بجرائم تتعلق بعدم التبليغ، والتستر، والمشاركة المعنوية في جنايات وجنح تمس بالأشخاص وبالمؤسسات الوطنية.
التحقيقات، التي أصبحت تحت يد النيابة العامة، أماطت كذلك اللثام عن نفقات مالية ضخمة مرتبطة بحساب المهدي حيجاوي لدى وكالة الأسفار، بلغت ملايين الدراهم في شكل مصاريف غير مسددة، ما يثير شكوكا قوية حول مصادر التمويل وأهداف هذا السلوك الذي يتقاطع مع مشروع إعلامي هجومي تقوده حسابات إلكترونية مشبوهة من الخارج.
وفي سياق ذي صلة، كشفت شهادات من داخل أسرة هشام جيراندو عن محاولات لاستغلال النفوذ والمحسوبية من طرف حيجاوي، بعدما عرض تسهيلات غير قانونية من أجل تسجيل ابنة شقيقة جيراندو في مؤسسة تعليمية عليا رغم غياب المعدلات المطلوبة، ما يعكس نمطاً من السلوك المتكرر في استغلال العلاقات الشخصية لتحقيق مصالح غير مشروعة.
ملف حيجاوي – جيراندو بات اليوم واحداً من أكثر القضايا التي تتابعها الأوساط القضائية والأمنية باهتمام بالغ، نظراً لطبيعته المركبة وارتباطاته الخارجية، في ظل مؤشرات على أن العلاقة بين الطرفين لم تكن مجرد تواطؤ عابر، بل تشكل نواة شبكة إجرامية منظمة تستهدف المس بسمعة البلاد وزعزعة الثقة في مؤسساتها