في قلب مدينة القنيطرة ، حيث تختلط الطموحات بالأوجاع، تقف جوطية ابن عباد شاهدةً على صراع طويل بين الباعة والظروف القاسية التي تحيط بهم. هذه الأرض التي سال لعاب الكثيرين عليها، لم تكن يوماً مساحة للاستقرار والطمأنينة بالنسبة لتجارها، بل أصبحت مسرحاً لحوادث مأساوية متكررة وملفات عالقة لا تجد طريقها للحل.
حريق سنوي… ومصير مجهول
ليس جديداً أن تندلع الحرائق في الجوطية، وكأنها قدر محتوم يتكرر كل عام، يلتهم سلع التجار ويتركهم بلا تعويض أو دعم من أي جهة رسمية. فمن يعوض هؤلاء عن خسائرهم؟ ومن يتحمل مسؤولية هذه الفواجع؟
مشروع متوقف وملفات فساد معلقة
قبل سنوات، بدأ العمل على مشروع لإعادة هيكلة الجوطية، لكن سرعان ما توقف وسط دوامة من الفساد والتلاعبات التي يعرفها القاصي والداني ، والتي انهت اطوارها في السجون.
التجار بين نضالهم والمجهول الذي يترصدهم
التجار لم يتوقفوا عن النضال من أجل إتمام مشروعهم وضمان حياة أكثر استقراراً، لكنهم يُتركون وسط صراع مرير وتخوف دائم. فمن جهة، تسرق الحرائق بضاعتهم وشقاء سنوات عمرهم في رمشة عين، ومن جهة أخرى، العراقيل التي تقف او بالأحرى “تصنع” لعدم استكمال المشروع الذي ناضلوا لأجله. وبين هذا وذاك، تتدخل **السلطة هي الأخرى تحت ذريعة استغلال الملك العام لتزيد من تعميق الجراح وزيادة المعاناة **، لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تتدخل في استكمال المشروع وحل هذه المشاكل للأبد؟
من له المصلحة في هذا العبث؟
السؤال الأهم الذي يطرحه التجار ومتتبعي الشأن المحلي على حدٍ سواء: من يستفيد من هذا الجمود؟ ولماذا يبقى مصير هؤلاء التجار معلقاً بين الخسارة والفوضى؟ إن تحقيق العدالة يبدأ من التدخل الفعلي لإنهاء هذا العبث ووضع حد للمآسي التي تتكرر كل عام، فإلى متى ستبقى المعاناة مستمرة دون حلول؟