الرئيسية حوار سيدي قاسم:”مخاض” ميلاد دار الأمومة

سيدي قاسم:”مخاض” ميلاد دار الأمومة

Présentation101.jpg
كتبه كتب في 4 يونيو، 2019 - 7:01 مساءً

صوت العدالة:حوار مكتب سيدي قاسم

احتفالا بالذكرى 14 لانطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،تم افتتاح دار الأمومة بمدينة سيدي قاسم ،من طرف عامل الإقليم الحبيب ندير،وذلك يوم20ماي 2019،بحضور مختلف المصالح الإقليمية ،دار الأمومة هاته  جاءت من أجل محاربة الفقر والهشاشة ورعاية النساء الحوامل قبل وبعد الولادة ،ويعتبر فضاء دار الأمومة بمدينة سيدي قاسم،فضاء مفتوحا في وجه الأمهات الحوامل بجميع تراب دائرة اشراردة، والتي تضم 7 جماعات قروية بالإضافة إلى المدينة.

وفي لقاء حصري لموقع صوت العدالة بسيدي قاسم ،مع رئيسة جمعية رياض الأمومة”نعيمة خياط” ،وقف الموقع على كل مراحل إخراج هذا المرفق الاجتماعي  الهام الى الوجود،من الحلم الذي راود حاملي المشروع ،إلى ترجمته على أرض الواقع،والأهداف التي يمكن أن يحققها هذا المشروع الاجتماعي.

في البداية ،دعينا سيدتي لنتعرف على جمعية رياض الأمومة؟

أولا ،أتقدم بالشكر الجزيل لموقع صوت العدالة على هاته الالتفاتة ،التي لا يمكن إلا أن نشجعها، لما لدور الإعلام في إماطة اللثام على العديد من الأمور والوقائع،وكذا مساهمة منه في تنوير الرأي العام،جواب على سؤالك، الجمعية أحدثت سنة 2015  تحت اسم “رياض الأمومة”وبعد استيفاء جميع الشروط القانونية ،حصلنا على الوصل النهائي في 20يناير2016،أهدافها كثيرة ومتجددة على حسب الحالات التي يمكن أن تصادفها الجمعية،ولكن يبقى القانون الأساسي للجمعية هو المحدد الرئيس لهذه الأهداف ،والتي يمكن أن أجملها في الاهتمام بشؤون المرأة والطفولة بصفة عامة،والمساهمة في القضاء على وفيات الأطفال خاصة أثناء الولادة،وتوعية الأمهات وخاصة المقبلات على الولادة،والمساهمة في توجيه الأمهات بالعناية بأطفالهم في الشهور الأولى  من الولادة،والمساهمة في التنمية الاجتماعية والثقافية وتشجيع المشاريع ذات الطابع المحلي ،والبحث عن مصادر تمويلها وتهييء الدراسات اللازمة لها،وتنمية العمل الجمعوي وتقوية قيم التسامح والتعايش والحوار والتضامن والتعاون،والاهتمام بصفة عامة بشؤون المرأة والطفل.

كيف جاءت فكرة إحداث دار الأمومة بسيدي قاسم؟هل الفكرة مستوحاة من حدث ما أم بناء على تجارب عايشتموها على أرض الواقع؟

أقول لكم وبكل صراحة،الفكرة انطلقت من أرض الواقع،واقع لساكنة تعيش على الهامش وفي القرى في وضعية صعبة للغاية،ومعاناة كبيرة ومستمرة في الزمان والمكان،فبعد الحصول على الوصل النهائي للجمعية ،بدأنا التحرك بكل تراب دائرة اشراردة ومناطق أخرى من الإقليم ،للوقوف على حاجيات الساكنة،سواء في التعليم والصحة والشغل وغيرها،وبما أن الجمعية تهتم بالمرأة والفتاة والطفل،وضعنا برنامج عمل على المدى المتوسط للنهوض بالمرأة والفتاة خاصة بالعالم القروي.

اذن أنتم تستهدفون الوسط القروي  ودائرة اشراردة فقط؟

برنامج العمل سطر على حسب وضعيات العالم القروي وهامش المدينة، ولكن هذا لايمنع من استقبال أيا كانت في وضعية مشابهة حتى لو كانت أجنبية ، الافريقيات مثلا،لو سمحت أعود إلى الأهداف ومنها ما تحقق على يد هذه الجمعية،فقد تم إحداث مركز للتربية والتكوين في الحلاقة والتجميل بشراكة مع  مندوبية التعاون الوطني والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بسيدي قاسم ،المركز فتح أبوابه سنة2017 وتخرجت منه العديد من الفتيات المنقطعات عن الدراسة ،وتم إدماجهم في سوق الشغل ،يعني الجمعية أهدافها واضحة ،محاربة الفقر والهشاشة وخلق فرص الشغل والتكوين.

في نفس الإطار،ما موقع الفيلم القصير “مخاض” الذي أخرجه ابن المدينة رشيد السعيدي ودار الأمومة؟هل كان الفيلم حافزا لترجمة الحلم؟

شكرا على هذا السؤال،الفيلم القصير “مخاض” قمت بتجسيده على أرض الواقع بنفسي،عبر تقمص سيدة حامل من إحدى القرى بالإقليم ،وقد وقفت على معاناة حقيقية تعيشها المرأة القروية  الحامل  قبل الولادة وبعدها ،عبر المسار الذي تسلكه من الدوار إلى  مركز الولادة بالجماعة الى المستشفى الإقليمي،وما قد تتعرض له أثناء تنقلها ،حوامل تتنقل عبر “التريبورتور” ومنهن من يقطعن مسافات طويلة مشيا على الأقدام،وغيرها من المعاناة والمشاكل التي يمكن أن تؤدي ،سواء إلى وفاة المرأة الحامل أو المولود،من هنا جاءت فكرة الفيلم القصير،الذي أنتجته الجمعية من خلال وثائع حقيقية،ز الذي شاركت به الجمعية في ملتقيات وطنية ومحلية ،وحاز على جوائز قيمة.

تودين القول أن الفيلم ساعد الجمعية بشكل أو بآخر في إحداث هذا المرفق؟

صحيح فقد قام هذا الفيلم  بدور كبير في إقناع شركائنا من أجل إنجاز مركب اجتماعي، يضم دار الأمومة وروض للأطفال وكذا مركز المساعدة الاجتماعية،وكلها تصب في في خدمة الأم والطفل.

طيب ماهي الخدمات التي يمكن أن يقدمها هذا الفضاء ؟وماهي الطاقة الاستيعابية له؟

الفضاء  مفتوح في وجه النساء الحوامل اللائي يقطن في القرى النائية و المعزولة، قبل وبعد الولادة، وقد اخترنا كجمعية شعارا لها:”لكل امرأة حامل الحق في الرعاية الصحية قبل وبعد الولادة” ومن بين الأهداف،أذكر بالخصوص،ولوج الخدمات والعلاجات الأساسية التي تقدمها المراكز الصحية والمساهمة في تقليص نسبة الوفيات عند الأمهات المقبلات على الولادة،وتقليص نسبة وفيات الأطفال أثناء الولادة،أما فيما يخص الطاقة الاستيعابية فإن هذا الفضاء يضم 12 سريرا مجهزا بكل التجهيزات الضرورية التي توفر الراحة المادية والمعنوية لكل المستفيدات .

هذا مشروع مهم ويستهدف الشريحة الهشة في المجتمع القاسمي،ماهي بوادر نجاحه ؟وماهي القطاعات المتدخلة والمتكاملة مع المشروع؟

قبل ذلك أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لشركائنا وأخص بالذكر ولاية الرباط سلا القنيطرة وعمالة إقليم سيدي قاسم ومندوبية التعاون الوطني،على مساهمتهم المادية ومواكبتهم لهذا المشروع،وأشكر أيضا السيد عامل الإقليم على تدشين هذا المركب الاجتماعي،نحن سنعمل إلى جانب شريك أساسي وهو مدنوبية الصحة بسيدي قاسم،التي ستساعدنا على توجيه السيدات من قسم الولادة إلى دار الأمومة، وتتبع صحتهم وصحة مواليدهم ،إلى جانب شركاء آخرين من أجل تسهيل مهمتنا، وخاصة الجماعات القروية التي ستستفيد من دار الأمومة،مثل باب تيوكا ،زكوطة ،سلفات ،تكنة ،الشبانات ،بير الطالب و زيرارة،كما أننا كجمعية  تشرف على تسيير هذا الفضاء وهي حاملة المشروع أيضا،فإننا منفتحون على كل فعاليات المجتمع المدني ،لأجل إنجاح هذا المشروع ،الذي يعتبر قيمة مضافة لساكنة سيدي قاسم،و بالنسبة لصحة الأم والطفل، التي تعتبر من بين أهداف المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وخاصة ما جاء به البرنامج الرابع ،في شقه المتعلق باستهداف النساء الحوامل والمرضعات ،وكذا الأطفال أقل من ستة سنوات، المنحدرين من الأوساط الفقيرة والمعوزة.

ماهي الكلمة الأخيرة التي يمكن أن توجهيها بهذه المناسبة إلى الرأي العام القاسمي؟

بصفتي رئيسة لهذه الجمعية التي تحمل المشروع منذ التأسيس،لخدمة المرأة الحامل بشكل عام، وخاصة في وضعية اقتصادية هشة،أود أن أتقدم بالشكر لكم على اهتمامكم بموضوع دار الأمومة ،وما قامت به الجمعية في هذا الصدد،كما أشكر كل من ساهم في إغناء هذا الورش الاجتماعي، من صحافة مكتوبة ومسموعة ومرئية،ولا تفوتني الفرصة لأجدد الشكر مرة أخرى لكل شركائنا في هذا المشروع،وأخيرا، أخبر ساكنة سيدي قسم من خلالكم ،أن دار الأمومة مفتوحة في وجه جميع النساء الحوامل المقبلات على الولادة، وخاصة المتواجدات في المناطق البعيدة عن المستشفى الإقليمي أو مراكز الولادة،كما أخبر سكان الأحياء القريبة من المركب الاجتماعي ،أنه تم فتح باب التسجيل بروض الأطفال والحضانة، من أجل استقبال أبنائهم في هذا الروض الذي يتوفر على تجهيزات ديداكتيكية في المستوى المطلوب، وأطر تربوية كفأة ،ستساعد في تربية وتعليم أبنائهم ،وشكرا مرة أخرى لكم وللجميع.

مشاركة