الرئيسية أحداث المجتمع سيدي قاسم:إشعاع روحي في ندوة علمية حول التصوف في مهرجان زكوطة

سيدي قاسم:إشعاع روحي في ندوة علمية حول التصوف في مهرجان زكوطة

Présentation1111.jpg
كتبه كتب في 21 أبريل، 2019 - 10:25 مساءً

صوت العدالة:مكتب سيدي قاسم

دأبا على نهج الدورات السابقة لمهرجان زكوطة،وسعيا منها لإبراز الدور الكبير الذي لعبه التصوف في ربط المغرب بجذوره الافريقية،نظمت جمعية دليمة للثقافة والفن،بتنسيق مع المجلس العلمي بسيدي قاسم وبشراكة مع جماعة زكوطة ،ندوة علمية تحت شعار”دور التصوف الشاذلي المغربي في تمتين الروابط بين المغرب وإفرقيا جنوب الصحراء”،وهي الندوة التي أطرها ثلة من الدكاترة والباحثين في الشأن الديني وأساتذة وسفراء التصوف الشاذلي،وذلك يوم السبت20ابريل الجاري،في إطار فعاليات مهرجان زكوطة في دورته-22-

وقد أجمعت المداخلات على أن التصوف المغربي، لعب دورا مهما في مد جسور التواصل مع دول إفريقا جنوب الصحراء،بفضل الزوايا التي امتدت أطرافها الى هذه الدول منذ قرون، بفضل ما يميز التصوف السني من اعتدال وتسامح وقبول الآخر والتعايش بين الديانات،حسب ما جاء على لسان رئيس المجلس العلمي لسلا،في حين أشار محقق كتاب”غاية المقصود بالرحلة مع سيدي محمود”،إلى كون منطقة زكوطة هي أرض ذات اشعاع صوفي،وهي الأرض التي استقبلت واحتضنت الشيخ محمود حفيد سيدي محمد التيجاني حوالي1911 ميلادية،وهي قبائل معطاء، تزخر بالعديد من الأولياء الصالحين.

وفي نفس السياق ذهب الأستاذ الباحث عبدالعزيز تيلاني،بتناوله لورقة، الدور الكبير الذي لعبه المغرب في تعزيز القيم الروحية الوحدوية في إفريقيا جنوب الصحراء من خلال وثائق نادرة،مؤكدا أن للمغرب علاقات دينية متينة،من خلال الطرق الصوفية التي تأتي الطريقة التيجانية والقادرية في مقدمتها،وما لعبته هذه الزوايا من إعادة بناء علاقة جديدة،مكنت أتباع هذه الزوايا من القيام بأدوار ديبلوماسية،لتقوية الروابط بين المغرب وبلدان إفريقيا جنوب الصحراء.

وفي تكامل ممنهج ،أكد الدكتورالخضر عبدالباقي محمد على الدور الكبير الذي يلعبه أمير المؤمنين،جلالة الملك محمد السادس،منطلقا من مؤشرات الارتباط الحضاري للمغرب بدول جنوب الصحراء،من خلال تأثيرها في الحياة الدينية بمرجعية مغربية في مجملها،معرجا على مشخصات عناية الملك بالشأن الديني لدول إفريقيا جنوب الصحراء،عبر هيكلة الحقل الديني لمواجهة التطرف،من خلال خطاب ديني يرتكز على المدرسة الفقهية المعتدلة،واهتمام جلالته بتكوين الأطر الدينية الافريقية من خطباء وعلماء ومرشدين ومرشدات،إلى جانب اهتمامه بالمساجد بالعديد من المدن الافريقية تمهيدا لنموذج جنوب جنوب،الذي دخل في صلب ديبلوماسية السياسة الخارجية للمغرب.

في حين تناولت الدكتورة حفيظة الدازي في مداخلتها،دورالتصوف المغربي في الارتقاء بالروح والذوق والتفاعل الاجتماعي،معتبرة أن صوفي يجعل مجتمعه ومحيطه في صلب اهتماماته وأولى الأولويات،لأن الصوفية تربية أخلاقية بالأساس وتربية على الذوق،تكون غايتها بناء قيم المواطنة وتربية الإنسان،ليكون صالحا لنفسه ولمجتمعه.

هذا واختتمت هذه الندوة،التي أدارها الأستاذ أحمد الخياطي، بتوزيع شواهد تقديرية على المشاركين،ترسيخا لثقافة الاعتراف.

مشاركة