الرئيسية أخبار وطنية سميرة البقالي: نُحوّل الألم إلى أمل عبر مراكز “دارنا” لاحتضان النساء في وضعية هشاشة

سميرة البقالي: نُحوّل الألم إلى أمل عبر مراكز “دارنا” لاحتضان النساء في وضعية هشاشة

IMG 20250620 WA0032
كتبه كتب في 20 يونيو، 2025 - 12:10 مساءً

صوت العدالة- عبد الكبير الحراب

في مجتمع لا تزال فيه العديد من النساء يعانين في صمت، تبرز مبادرات إنسانية رائدة تقودها نساء استثنائيات بإرادة صلبة. من بينهن تلمع سميرة البقالي، الرئيسة الشرفية لجمعية “مفتاح وحلول”، التي تكرس جهودها لدعم وتمكين النساء في وضعية صعبة، عبر مشروع إنساني متجدد يتمثل في مراكز “دارنا”.

تقول السيدة البقالي في تصريح خاص: “كل امرأة مهملة هي قصة مجتمع فشل في الإنصات. ونحن في مراكز دارنا لا نمنح فقط سقفًا يحمي، بل أذنًا تصغي، وقلبًا يحتضن، وفرصة جديدة للحياة.”

مراكز “دارنا”… حين تتحول المؤسسات إلى بيوت أمان
تعد مراكز “دارنا” أحد أبرز إنجازات جمعية “مفتاح وحلول”، حيث تمثل فضاءات آمنة للنساء في وضعية هشاشة، سواء كنّ ضحايا عنف، أو أمهات عازبات، أو في حالات تشرد وفقر مدقع. وتقدم هذه المراكز دعمًا متكاملًا يشمل:

الإيواء المؤقت أو طويل المدى في بيئة إنسانية تحفظ الكرامة.

الدعم النفسي والاجتماعي لمساعدتهن على التعافي من الصدمات.

ورشات التكوين المهني (الخياطة، الحلاقة، الطبخ، الإعلاميات…) لتمكين النساء اقتصاديًا.

المواكبة القانونية للنساء ضحايا العنف من أجل استرجاع حقوقهن والدفاع عن أنفسهن أمام القضاء.

لا تُخفي سميرة البقالي فخرها بالنتائج التي حققتها هذه المراكز، لكنها تؤكد أن “الطريق لا يزال طويلاً، والرهان اليوم ليس فقط إنقاذ النساء، بل تمكينهن ليكنّ فاعلات في المجتمع.”

ويُشهد لها بحضورها الدائم في الميدان، إذ لا تكتفي بالدعم الرمزي، بل تتابع الحالات عن قرب، وتدفع نحو تحسين ظروف الإيواء، جودة الخدمات، وضمان الكرامة الكاملة لكل مستفيدة.

تعمل جمعية “مفتاح وحلول” بتنسيق مع عدد من الفاعلين المؤسساتيين والجمعويين، سواء على المستوى المحلي أو الوطني، من ضمنهم التعاون الوطني، المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووزارة التضامن. كما تنخرط في برامج توعوية وترافعية من أجل إقرار قوانين وسياسات تراعي النساء الهشّات وتدعم اندماجهن السوسيو-اقتصادي.

قصص نجاح تولد من رحم المعاناة:
من قلب مراكز “دارنا”، ولدت قصص مؤثرة لنساء عدن للحياة بعد سنوات من المعاناة. فها هي خديجة، التي كانت ضحية عنف أسري، أضحت اليوم مشرفة على ورشة للخياطة داخل المركز. وها هي مريم، الأم العازبة التي رفضها أهلها، أصبحت الآن تمتهن الطبخ وتُحضّر لفتح مشروعها الخاص.

دعوة للتضامن
توجه سميرة البقالي رسالة واضحة للمجتمع:
“نحن بحاجة إلى تكافل حقيقي. النساء في وضعية هشاشة لا يحتجن فقط إلى الشفقة، بل إلى فرصة. ومراكز دارنا هي المفتاح الأول في طريق الكرامة.”

وبين الحلم والعمل، تستمر سميرة البقالي وجمعيتها في تقديم نموذج فعّال للتغيير الاجتماعي عبر مبادرات واقعية، قائمة على الإيمان العميق بقدرة المرأة على النهوض مهما كانت درجة سقوطها.

مشاركة