الرئيسية آراء وأقلام سلا: علاقة المجموعات الغيوانية بفن العيطة” مجموعة مسناوة نموذجا”

سلا: علاقة المجموعات الغيوانية بفن العيطة” مجموعة مسناوة نموذجا”

IMG 20180730 WA0004.jpg
كتبه كتب في 30 يوليو، 2018 - 9:39 صباحًا

 

صوت العدالة: حميد تهنية/متابعة سهام الناصري.

 

 

بمناسبة الاحتفاء بذكرى عيد العرش المجيد، نظمت جمعية اهل الثقافة والفن مهرجانها الرابع للاغنية الغيوانية الشبابية، تحت شعار،” الاغنية الغيوانية، وعلاقتها بفن العيطة مجموعة مسناوة نموذجا، تخللته ندوة فكرية كبرى، وذلك يومه السبت 28 يوليوز2018 بمسرح سينما هوليود بسلا، شهدت حضور ثلة من الباحثين و المهتمين والممارسين من رجال الإعلام، والسينما ، التشكيلين، الناحثين، والموسيقين ، إلى جانب فعاليات مجتمعية أخرى تنشط في الحقل الفني الثقافي بكل جهات مغربنا الكبير.

IMG 20180730 WA0006

بكل اقتدار ترأس تسيير الندوة الفكرية، الأستاذ الباحث حميد تهنية، إذ بعد الترحيب بالحضور، شدّد على أهمية فن العيطة كموروث شعبي، ربط المواطن المغربي، بجذوره الأصيلة، المحافظة على هويته، ما جعلها محط دونية وتهميش لسنوات طوال، من طرف، المستعمر الغاشم، و النخبة المغربية المضللة بعد الاستقلال، ردحا من الزمن.

استهلت أشغال الندوة بكلمة افتتاحية للفنان عضو مجموعة السهام، عبد المجيد مشفق، تطرق خلالها، للقيمة المضافة، التى تفردت بها مجموعة مسناوة عن غيرها من المجموعات الغنائية التي سبقتها، وذلك من خلال توظيفها لإيقاعات العيطة، وانغامها، بكل ذكاء واحترافية، موقعة بذلك على مسار فني ناجح .

IMG 20180730 WA0005 1

بعد ذلك تناول الكلمة، الأستاذ الباحث نسيم حداد، مبرزا دور العيطة كموروث شفاهي، تشابه مع غيره من الفنون الشفاهية الاخرى في عدة جوانب نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر، العفوية والتلقائية، ومجهولية المصدر، معرجا على مراحل تطورها، بداءا من الفتح الاسلامي حتى عصر الدولة العلوية الشريفة، العصر الذي شهدت فيه اوجه تألقها وازدهارها، حيث اضحت محط اهتمام السلاطين ، و”القُيَّاد”، الذين يعود لهم الفضل في الحفاظ، على جميل قصائدها من الاندثار. .

فيما ركز الاستاذ الباحث ادريس بلعطار، في مداخلته القيمة، على الدور الذي لعبته أغنية الغيوان، زمن السبعينات، في اعادة الاعتبار للأغنية الشعبية، المهمشة، وآلاتها البسيطة، جاعلة من مادتها الغنائية المنبنية على التنوع في المواضيع ، نقطة جذب لجماهير واسعة. مبرزا تفردية مجموعة مسناوة في اشتغالها على “سواكن” كغرض من اغراض العيطة، منوها باحترافية عناصرها، ايقاعا، لحنا، واداءا، بعد أن ضرب عليها حصار، من قبل النخبة الوطنية المتأثرة برياح المشرق العربي. لمدة اطول، انطلاقا من نعتها، انها اغنية سافلة لا تستحق ان يلتفت اليها لا من قريب او بعيد.
من جانبه استعرض الاستاذ الباحث الدكتور حسن حبيبي، ظروف نشأة مجموعة مسناوة، وما تفضلت به طوال مسارها الفني من انجازات خالدة، مسكوكة بإيقاعات العيطة، وتوظيف طبوعها الجميلة ، بشكل مميز وحديث، مبرزا نقطة تفردها ، عن كل المجموعات التي سبقتها، متمثلة في اشتغالها على الأغنية القصة ، اغنية “حمادي” نموذجا.

خلصت الندوة، بعد تلقيها اسئلة مستفزة من الجمهور والاجابة عليها بكل موضوعية، أن تعاطي المجموعات الغنائية مع الموروث الشعبي بالرغم من هذا الكم الهائل، مازال يسيرا، وبحاجة الى نبش اكثر.

مشاركة