الرئيسية آراء وأقلام زيارة ماكرون للجزائر / هل ستكتب فرنسا تاريخ الجزائر أسرار عن “الأقدام السود” التي تريد تشكيل دولة في الجزائر

زيارة ماكرون للجزائر / هل ستكتب فرنسا تاريخ الجزائر أسرار عن “الأقدام السود” التي تريد تشكيل دولة في الجزائر

IMG 20220826 WA0007.jpg
كتبه كتب في 26 أغسطس، 2022 - 1:07 مساءً

تقرير/ صوت العدالة
في خطوة غير مسبوقة أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الخميس في اليوم الأول من زيارته الرسمية إلى الجزائر، والتي تستمر ثلاثة أيام، إنشاء “لجنة مؤرخين مشتركة” بين البلدين لـ”النظر في كامل الفترة التاريخية… منذ بداية الاستعمار إلى حرب التحرير، بدون محظورات”. على حد وصف الرئيس الفرنسي .

   ويزور ماكرون خلال زيارته للجزائر اليوم  الجمعة مقبرة سان أوجين (بولوغين حاليا) المعروفة سابقا باسم “المقبرة الأوروبية”.

 والتي ستتضمن جولة في مقبرة سان أوجين (بولوغين حاليا، بقرب حي باب الوادي الشعبي) المعروفة سابقا باسم “المقبرة الأوروبية”.
  ودشنت هذه المقبرة سنة 1849، وتقدر مساحتها بحوالي 3.5 هكتار. وتحولت منذ استقلال الجزائر عام 1962 إلى مزار ديني بالنسبة للعديد من عائلات “الأقدام السود”، بين يهود ومسيحيين.
وتسمية ” الأقدام السود”  تطلق على المستوطنين الأوروبيين الذين سكنوا أو ولدوا في الجزائر إبان الاحتلال الفرنسي للجزائر بين سنتي  1830-1962 بعد فشل الدولة العثمانية في استرداد الجزائر التي كانت تابعة لبايها العالي.

وكانت قناة البي بي سي البريطانية قد نقلت بتاريخ نوفمبر 2017  تقريرا صادما كشفت فيه أن مجموعة من الأقدام السوداء أعلنت عزمها الشروع في تأسيس دولة على أرض الجزائر، وشرعوا في مراسلة السلطات الجزائرية والفرنسية.

ونسب التقرير لجريدة ميدي ليبر الفرنسية القول إن مجموعة من الأقدام السوداء الذين عاشوا بالجزائر خلال فترة الاستعمار الفرنسي شكلوا ما وصفوه بحكومة في المنفى تتكون من 13 وزيرا، مشيرة إلى أن رئيس هذا الكيان هو بيار غرانيس الذي أعلن عن تشكيل حكومة وبرلمان.
يتخوف مراقبون جزائريون ومغاربيون  أن تكون زيارة الرئيس ماكرون لمقبرة سان أوجين بمتابة تزكية لمخططات منظمة الأقدام السود .

وكانت العلاقات الفرنسية الجزائرية مند العام الماضي قد دخلت  في أزمة ديبلوماسية تفاقمت إلى قطيعة مع نشر تصريحات للرئيس الفرنسي في تشرين الأول/أكتوبر 2021 اتهم فيها “النظام السياسي العسكري” الجزائري بإنشاء “ريع للذاكرة” وشكك في وجود أمة جزائرية قبل الاستعمار.
 
وفي هذا السياق اعتبر محللون أن إعلان الرئيس الفرنسي عن إعلان لجنة مشتركة من مؤرخين لتأريخ فترة الإستعمار الفرنسي في الجزائر وزيارته لمقبرة سان أوجين برمزيتها هي بتابة توطئة تقافية لمشاريع ومخططات تطبخ .

 وبعيدا عن ذلك تطلع باريس إلى أن تقوم  الجزائر بدور محوري في المنطقة نظرا لامتداد حدودها آلاف الكيلومترات مع مالي التي انسحبت القوات الفرنسية منها وكدا انسحاب مالي من منظمة الخمس التي تكافح المنظمات الجهادية  وحدود النيجر التي تنشط فيها شبكة التهريب والاتجار في البشر والجماعات الإرهابية وليبيا التي تعيش على حالة عدم استقرار وانتشار منظمات بيع الأسلحة وتهريبها .
لكن محللين يقللون في تقارير استراتيجيةعلى تعويل باريس على الدور الجزائري الذي يظل غير ناجع  .

 ورغم تأكيد مكتب الرئاسة الفرنسية خلال زيارة ماكرون للجزائر أن الغاز الجزائري “ليس موضوع الزيارة”  تجنبا لاتارة الغضب الروسي الذي تعول استراتيجية قواتها العسكرية في غزوها  لأوكراني على تعزيز قدراتها الضاغطة  من خلال استعمال سلاح الغاز ضد أوروبا في شتاء سوف يكون باردا .
وأنه “لن يتم الإعلان عن عقود كبرى أو مفاوضات هامة”، إلا أن الجزائر باتت مُحاورا مرغوبا به للغاية من جانب الأوروبيين الساعين إلى تقليل اعتمادهم على الغاز الروسي وتظل هذه  الصفقات غير معلنة  تجنبا لغضب روسيا المزود الرئيسي للجزائر  بالسلاح . 

مشاركة