يترقب الرأي العام المغربي والفرنسي زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة المغربية، التي تبدأ يوم الإثنين، وتأتي هذه الزيارة برفقة وفد مكون من 122 شخصية من مجالات السياسة، والاقتصاد، والثقافة، والجيش، والرياضة، في خطوة تهدف لتعزيز الشراكة التاريخية والمتعددة الأبعاد بين الرباط وباريس.
ووفقا لبيان صدر عن وزارة القصور الملكية والتشريفات والأوسمة، فإن هذه الزيارة تعكس عمق العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين، المدعومة برغبة قوية من قادة البلدين في تقوية الروابط الاستراتيجية في مختلف المجالات. وتأتي هذه الخطوة في سياق الدعم الفرنسي لمبادرة الحكم الذاتي المغربي، والتي تسهم في تعزيز سيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، وتشكل نقطة تحول جديدة في مسار العلاقات بين البلدين.
الزيارة المرتقبة ستفتح المجال لتوسيع التعاون الثنائي في قطاعات حيوية مثل الطاقات المتجددة، والتكنولوجيا، والصناعة، والتعليم، والثقافة، حيث ستتيح هذه الزيارة فرصة لمواءمة الشراكة بما يتناسب مع رؤى وتطلعات البلدين، بما يعزز العلاقات القائمة ويدفعها نحو أفق أوسع.
يمثل المغرب شريكا استراتيجيا لفرنسا على المستوى الإقليمي والإفريقي بفضل موقعه الجغرافي، واستقراره السياسي، وتقدمه الاقتصادي، ما يجعله وجهة جذابة للاستثمارات وشريكا محوريا لفرنسا. ويسعى البلدان من خلال هذه الزيارة إلى تعزيز التعاون بما يحقق ازدهارا مشتركا يتعدى حدودهما ليشمل التنمية المستدامة في القارة الإفريقية.
وعلى الصعيد الدولي، يعكس التوقيت الحالي لهذه الزيارة أهمية التنسيق بين المغرب وفرنسا في مواجهة التحديات العالمية، حيث يسعى الطرفان إلى تعزيز التعاون الأمني وتكثيف الحوار حول مختلف القضايا الدولية الملحة. وتعتبر هذه الزيارة فرصة لتعميق روابط الصداقة المتينة بين الشعبين، والتي تستند إلى التبادل الثقافي والتعليمي العريق.
ومن خلال هذه الزيارة، التي تشكل مرحلة جديدة في تاريخ العلاقات المغربية الفرنسية، يجدد البلدان التزامهما ببناء شراكة تتبنى منطق رابح-رابح، بأبعاد إقليمية وإفريقية موسعة تعزز مكانتهما على الساحة الدولية وتدعم السلام والاستقرار والتنمية الشاملة.