صوت العدالة- عبد الكبير الحراب
في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت 27 شتنبر، تحولت غابة الشياطمة بجماعة المهارزة الساحل (إقليم الجديدة) إلى مسرح دموي لجريمة قتل صادمة، أبطالها تجار مخدرات، وضحيتها حسابات مظلمة لم تجد طريقها للحل إلا عبر فوهة بندقية صيد.
المتهم، الملقب بـ”الجبلي”، المعروف بسجله في الاتجار بالمخدرات، قرر أن يضع حدًّا لعداوة قديمة مع غريمه. لحظة واحدة كانت كافية ليضغط على الزناد، لتخترق رصاصاته جسد خصمه ويسقط جثة هامدة وسط صمت الغابة.
لكن القصة لم تبدأ بالطلقة… بل بجلسة مشبوهة عُقدت في عمق الغابة، حيث اجتمع الطرفان برفقة فتاة قادمة من مدينة البئر الجديد. جلسة أوحت بليلة لهو عابرة، لكنها سرعان ما انقلبت إلى مواجهة دموية حين تفجرت الخلافات القديمة، لينتهي المشهد على وقع دماء وذعر.
لم يطل فرار “الجبلي”. فبمجرد انتشار خبر الجريمة، تحركت عناصر الدرك الملكي بالمركز الترابي للبئر الجديد بسرعة خاطفة، طوقت المكان، واعتقلت الجاني قبل أن يغادر محيط الغابة. الجثة نُقلت صوب مستودع الأموات بالمستشفى الإقليمي للجديدة للتشريح الطبي، فيما وُضع المشتبه فيه تحت تدابير الحراسة النظرية رهن إشارة البحث القضائي.
الجريمة تعيد من جديد إلى الواجهة الوجه المظلم لتجارة المخدرات بالمنطقة، حيث تتحول الخلافات بين الشبكات إلى نزاعات دموية لا ترحم، وتُهدد أمن الساكنة وسلامتها. وبينما يواصل رجال الدرك حملاتهم لتفكيك هذه الشبكات، يبقى السؤال مطروحًا: إلى متى ستظل الغابة مسرحًا لتصفية الحسابات بين أباطرة المخدرات؟

