رد على اصحاب الحبة الحمراء

نشر في: آخر تحديث:

بقلم:ذ.سناء حاكمي

في حين ان منظمات و جمعيات حقوقية و نسوية تناضل ليل نهار من اجل المفهوم الحقوقي و الانساني الكوني،و بعد تحديات و تضحيات كبرى خاضتها نساء عبر التاريخ, و بفضل هذا الكم من الاحداث اقتنعت الدول و الحكومات المتقدمة بضم قوانين تحمي النساء من السلطة الابوية و الذكورية، و ادماج النساء داخل النسق الاجتماعي و الاقتصادي و التعليمي.
لا اريد الخوض في تفاصيل اكثر لكي اوضح او اسرد الاحداث التاريخية في الدول العربية و المغرب خاصة، بل سأكتفي بذكر “اخوات الصفا” و المعركة الحقوقية النسائية قبل الاستقلال و مطالبة الدولة و المجتمع المدني بالعديد من الحقوق من بينها حق التعليم و العمل و الزواج و الولاية و الارث…. و غيرها من الحقوق .
مرورا الى الرائعة “فاطمة المرنيسي”التي فككت الفكر و المجتمع الذكوري من خلال خصوصيته المغربية باسلوب علمي اجتماعي تاريخي .
و وصولا الى ما نحن عليه الان بعدما اقتنع المشرع القانوني بالحفاظ على كرامة المرأة انسانيا و ماديا، و لا ننكر المعركة التي خاضتها الدولة رغم تعنت المجتمع و عدم رضائه على بعض القوانين التي اعتبرها تنقيصا من سلطة الذكر و تقزيما لقدراته.
رغم ان ما وصلنا اليه الان من حقوق النساء هو مجرد بداية للمسيرة الحقوقية النسائية، لانه اذا تعمقنا في مجموعة من القوانين المدنية و بالخصوص “مدونة الاسرة” او حتى في سلوكيات الكثيرين داخل مجتمعنا و في يومياتنا ، ربما نصاب بالصدمة ، لكني لن اصدمكم هذه المرة ، بل سأحاول الدخول الى سلوك و حركة ظهرت مؤخرا في وسائل التواصل الاجتماعي ، و في مجموعة من الصفحات العربية و المغربية، و حتى بين احاديث بعض الذكور.
“الحبة الحمراء”red pill” هذه الحركة ظهرت تحت
شعار «الحبة الحمراء» مستوحى من فيلم المصفوفة (The Matrix) الشهير، حيث يُعرض على البطل «نيو» الاختيار بين حبّتين، إحداهما حمراء والأخرى زرقاء، فالحمراء تُريه الحقيقة الغائبة عنه، أما الزرقاء فتُبقيه في الوهم الذي هو عليه.
و يعتبرون ان التصديق بحقوق النساء هو مجرد وهم و ان القوانين في الدول المتقدمة ترهق الرجال و تنصر النساء . و بالنسبة لهم ان الحركات النسوية و الحقوقية جاءت من اجل الغائهم لانهم تعودو على السلطة و الهيمنة على المراة و تسييرها باسلوب يناسب فكرهم الذكوري .
الا هنا حاولت التوضيح لكن…
هل نحن في المغرب و الدول العربية القوانين تنصر المرأة على الرجل؟؟؟ كلا ثم كلااا
هل نحن في المغرب.و الدول العربية النساء اخدنا حقوقهن مثل الرجال ؟؟؟؟ كلااااا و كلااا
هل نحن في المغرب و الدول العربية تتمتع النساء بحياة تسمح لهن بالتعليم و اختيار المسار المناسب دون سلطة الاب و الاخ و العم و الزوج و ابن الجيران و صاحب الدكان و كل ذكور المجتمع ؟؟؟؟؟ اكيد لاااا
اذن لما بعض الجرائد التي تتمتع بمصداقية و لها تاريخ و تأثير على المسار الفكري للمغاربة تناصر و تنشر و تتحدث عن ظاهرة “الريد بيل”؟؟ هل هي خطوة نحو تدمير المسار الحقوقي النسائي في المخيال المغربي؟؟؟ ام ضحك على الذقون و ارادة ايصال فكرة ان المراة فعلا وصلت لكل حقوقها لدرجة اصبح الرجل في المغرب يعاني من هذه الحقوق ؟؟؟
دعونا نتكلم بواقعية و منطق،هل الوضع الحقوقي للمرأة في بلداننا العربية، يستحق ان تخرج اي جهة معارضة او مناهضة للحقوق المرأة مثل “red pill “او اي حركة اخرى ؟؟!! من العبث و الحمق ان يتم تبني فكر كهذا في مجتمعات لم تصل الى أدنى الحقوق مقارنة مع دول المتقدمة، ما زالت النساء تعاني في الصمت و العلن.لا تستطيع المراة حتى إثبات ابوة لابنائها دون اقرار من الاب ، لا تسطيع المراة ان تستمتع بحضانة ابنائها اذا تزوجت، بينما الاب يستطيع الزواج دون اسقاط الحضانة عنه.
لا يحق للأم ان تكون وصية على ابنائها … و لا و لا و لا
اليس من العبث و الحمق ان يتم التفاعل و نشر افكار
“الريد بيل ” و نحن ما زالنا في اولى خطواتنا للمسار الحقوقي للمراة مازالت النساء تعنف و تغتصب و تمنع من استكمال تعليمهن، مازلنا نعيش في مجتمعات تعتبر الشارع العام ملك للذكور.
بدل يتم تبني افكار مزوجة كهذه حاولو ان تفكرو بمنطق يلائم واقعنا.

اقرأ أيضاً: