بقلم:نورالدين_بوصباع
بعد انتهاء الحرب العراقية الإيرانية صرح عراب السياسة الأمريكية هنري كيسنجر ان الهدف من تلك الحرب كان الا تنتصر العراق والا تنهزم ايران بل ان تكون حربا عبثية وحرب استنزاف يخرج منها كلا الجانبين منهزمين ومتغبين ماديا ومعنويا. ولكن الحرب الروسية الأوكرانية هي خارج توقعات هنري كيسنجر ان تكون حربا عبثية بل هي حرب استراتيجية، انها حرب موازين قوى عالمية، وليست حرب كراكيز.انها حرب مصيرية سيصبح فيها المنتظم بتعبير منير الحجوجي مجرد متلاشية استراتيجية و سيفقد موقعه الجيوبوليتيكي كطرف في المعادلات الدولية.
كل من يعتقد ان الحرب الروسية الأوكرانية ستتوقف دون ان تحقق اهدافها الاستراتيجية المرسومة الا وهي تحديد عالم مابعد جائحة كورونا الا وهي إسقاط الهيمنة الامريكية واستئثارها بالعالم منذ سقوط الاتحاد السوفياتي هو واهم ولا يعرف ان المارد الروسي لن يرضى ان يبقى على الهامش و معزولا في تحديد السياسة الدولية التي عرفت منذ عقد التسعينات من القرن الماضي تغولا إمبرياليا مفضوحا.