أقدمت السلطات السورية، خلال زيارة رسمية لوفد تقني مغربي إلى دمشق، على تأكيد الإغلاق النهائي للمقر الذي كانت تستغله جبهة “البوليساريو” في العاصمة السورية. وجاءت هذه الخطوة بالتزامن مع التحضيرات الجارية لإعادة فتح سفارة المملكة المغربية بدمشق، بعد أكثر من عقد على إغلاقها.
وشكلت هذه الزيارة مناسبة لتأكيد دمشق على احترامها التام لوحدة وسيادة المملكة المغربية، وتبرؤها من أي دعم لكيانات انفصالية، في رسالة سياسية واضحة تنسجم مع التحول الإيجابي في العلاقات بين البلدين.
وتأتي هذه التحركات عقب إعلان الملك محمد السادس، خلال كلمته في القمة العربية الرابعة والثلاثين المنعقدة ببغداد في 17 ماي 2025، عن قرار إعادة فتح السفارة المغربية في سوريا. وأكد العاهل المغربي في خطابه أن هذه المبادرة تفتح الباب أمام انطلاقة جديدة للعلاقات الثنائية، وتعيد الزخم إلى الروابط التاريخية التي تجمع الشعبين المغربي والسوري.
وفي سياق تفعيل هذا القرار، أوفدت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج بعثة تقنية إلى دمشق، من أجل الوقوف على الجوانب التنظيمية واللوجيستية المتعلقة بإعادة افتتاح البعثة الدبلوماسية المغربية.
وخلال هذه الزيارة، أجرى الوفد المغربي مشاورات موسعة مع مسؤولين رفيعي المستوى بوزارة الخارجية والمغتربين السورية، تناولت سبل تأمين شروط النجاح لهذه الخطوة، وضمان انطلاقتها في إطار قانوني ودبلوماسي محكم.
ويرى مراقبون أن غلق مكتب “البوليساريو” في دمشق يشكل ترجمة عملية لتقارب الرؤى بين الرباط ودمشق بشأن قضايا السيادة ووحدة الدول، ويؤسس لمرحلة جديدة من التعاون الإقليمي المبني على الاحترام المتبادل ومواجهة التحديات المشتركة.
بهذا المسار الجديد، يبدو أن العلاقات المغربية السورية تدخل طورا من الانفتاح والتقارب، يرتقب أن تترجم لاحقا بمبادرات مشتركة تعزز الروابط السياسية والثقافية والاقتصادية بين البلدين.