صوت العدالة- شجيع محمد
تحولت جل شوارع مدينة مريرت إلى حفر وكأن القصف شملها من كل جهة حيث لا يخلو أي شارع أو زنقة من هاته الأخيرة و السبب راجع إلى ما يسمى ب ” الأشغال ” المتجلية في إعادة هيكلة قنوات الصرف الصحي و التي فاقت ميزانيتها ثلاثة ملايير الأمر الذي جعل هاته الأخيرة محل تساؤل من طرف الرأي العام وموضوع انتقاد مما يستوجب معه تدخل كل المصالح المسؤولة للوقوف على الإختلالات التي شابت عملية الهيكلة والتي أعطت موافقتها على ضمانة اكتمال المشروع علما أن الشركة الموكول لها القيام بالمشروع لم تكلف نفسها عناء إعادة وضع الأزقة إلى ما كانت عليه و إكتفت بترك أماكن الأشغال على حالها بعد الإنتهاء كما عم الغش جل قنوات تجميع المياه والصرف
كلما أمنعنا النظر في الأزقة والشوارع والحالة التي أصبحت عليها وإلا ويخيل الينا أننا في قطاع غزة أو احدى المدن السورية لكنها في الحقيقة تعود ل ” مريرت ” فإذا كنت تتحدث عن التنمية فإنها تتجلى في اقتلاع وتركيب وحفر و ردم خلال كل ولاية إنتخابية يتم إعادة نفس السيناريو حيث يتم اتخاذ الأشغال الترقيعية ملهاة لتمرير الصفقات و الإغتناء منها باعتبارها ” كنز علي باب ” ترقيع ورتوشات و ما إن تسقط الأمطار دقائق معدودة حتى تتحول جل الأزقة إلى أوحال ومستنقعات لتطفو العيوب على السطح و يفتضح الغش المسيطر من كل الجوانب
إن الهيكلة التي تطبل لها النخب الفاشلة أصلا بعد أن اعتلت الكراسي لتحقيق أهدافها الشخصية هي التي أوصلت الأمور إلى هذا الحد حيث ساد الوهم بالتغيير و حقن الإصلاح والحلم في التنمية أمام نخب فاشلة تتخذ النفاق الإجتماعي كدعاية للوصول إلى مراكز القرار.
إن مدينة مريرت تشكو من الإهمال و أضحت عنوانا للإصلاحات المغشوشة وجشع المسؤولين إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وغياب تنمية حقيقية وكل عام ومريرت على حالها
