كارثة بكل المقاييس هو ما عاينته جريدة صوت العدالة بمرجان درب السلطان الفداء ،فقبل أشهر نشرنا مقال حول البيض الفاسد الذي كان يعرض للبيع إلا أن إدارة مرجان إتصلت بنا بعدما تم معالجة ذلك الخطأ و حملت المسؤولية لأحد الموظفين ليتجدد الإهمال مجددا من خلال وضع عبوات مياه الشرب البلاستيكية و علب الحليب ، تحت أشعة الشمس اللاهبة، متجاهلين أن هذه الطريقة “تسرع في إشعال قنبلة صحية موقوتة داخل أجسام شاربيها”، بحسب خبراء ومختصين.
“استهتار” مرجان بالمعايير التي تسمح بحفظ علب الحليب و قنينات الماء تحت أشعة الشمس بحثا عن الربح السريع، فضلا عن ضعف الجهات الرقابية على المحلات و الأسواق المخالفة لشروط التخزين، جميعها أسباب تساهم في احتمالية إصابة مستهلكي تلك العبوات بمرض السرطان على المدى الطويل، وفق ما ذهبت إليه دراسة عالمية وأخرى عربية وخبراء صحة دوليون.
حيث أكدت الدراسات العلمية ذاتها في تفسيرها لما يحدث من تفاعلات بين العبوات البلاستيكية والشمس، قائلة إن “الحرارة تتفاعل مع المواد الكيميائية في البلاستيك الموجود في عبوة المياه، فتقوم بتحرير مادة خطرة يطلق عليها (الديوكسين) وهى مادة شديدة السمية على خلايا الأجسام، وتسبب سرطانات مؤكدة، وبخاصة سرطان الثدي عند النساء والرجال”.
وعلى الرغم من تحذيرات صحية رسمية من احتمال التسبب بإصابات سرطانية في حال حدوث تفاعل كيميائي بين المواد المكونة للعبوة البلاستيكية ومياه الشرب في داخلها، إلا أن إدارة مرجان و أصحاب المحلات يجهلون تلك المخاطر الصحية ، بل حتى إن عرفوها فإنهم يتغاضون عنها مقابل ما يجنوه من أرباح مالية، وخصوصا في فصل الصيف .
ولحين تشديد عمليات الرقابة على مثل هذه الممارسات وتحرير المخالفات بحقهم، فجريدة صوت العدالة و فعاليات المجتمع المدني تطالب الجهات المختصة بالوقوف على مثل هذه الخروقات التي تضرب في الصميم صحة المستهلك المغربي.