بقلم…معاذ فاروق
في معترك الحياة السياسية، حيث تتداخل الأهداف وتتشابك الطموحات، يكمن جوهر النجاح في إدراك أن التنافس الحقيقي ليس ساحة للكيد أو المؤامرات، بل مضمار شريف يتسابق فيه الجميع لخدمة المواطنين بصدق وإخلاص. السياسة ليست مجرد لعبة للأقوياء، بل مسؤولية عظيمة تتطلب أن يرتقي الساعون فيها إلى مستوى الأخلاق النبيلة والقيم السامية.
التنافس الشريف هو التحدي الذي يفتح أبواب الإبداع، ويحثّ على استقطاب الكفاءات الحقيقية التي تستطيع أن تصنع الفرق. فمن الأجدر بالسياسي أن يوجّه طاقاته نحو البحث عن العقول النيّرة التي تمتلك الرؤية والمهارة، بدل أن يهدر جهده في صياغة طعون خاوية أو حبك مؤامرات لا تخدم إلا المصالح الضيقة.إن المواطن ليس بحاجة إلى مشاهد من الصراعات أو أصوات عالية تطغى على الحقيقة، بل يتوق إلى رؤية أفعال تترجم الأقوال، وإلى سياسات تنبثق من عقلانية وحكمة. إنّ من يكسب قلوب الناس هو من يضع مصلحتهم فوق مصلحته، ويصنع من التنافس سبيلاً لتبادل الأفكار والرؤى، لا ميداناً لتبادل الاتهامات.
ما أجمل أن تتحوّل السياسة إلى سباق نبيل، يحمل في طياته قيم التعاون والاحترام المتبادل، ويضع نصب عينيه غاية واحدة: رفعة الوطن وكرامة المواطن. عندها فقط يصبح التنافس قوة دافعة للتغيير الإيجابي، لا حجر عثرة في طريق التنمية.فلنقف جميعًا عند هذه اللحظة، ونتأمل ما يمكن أن تحققه السياسة حين تصبح أداة للارتقاء بالإنسان، وحين يتحول التنافس إلى تنافس في الإبداع والعطاء، لا في الاتهامات والافتراءات. فالزمن لا يرحم، والتاريخ لا ينس، والمواطن يرى ويُدرك، من يؤمنون بالتنافس الإيجابي سيبقى أثرهم في حين غير ذلك فموقعهم في مزبلة التاريخ .