ليست كل حرب تعتمد فقط على القنابل وأسلحة الدمار الشامل، فمجمل الحياة عبارة عن حروب يخوضها الفرد لكسب لقمة العيش وتوفير الظروف الملائمة لعائلته وأبنائه، نفس الشيء بالنسبة لهؤلاء الأبناء هناك حروب وليست حرب التأقلم مع كل مستوى ثقافي على حدة من الابتدائي إلى الجامعي، بل هناك أيضا حرب الاندماج في المجتمع حسب التنشئة وهذه الأخيرة مهما ضعف دورها تكون محددة لشخصية الفرد حيث أنه ومن خلال سيروراته الحياتية يواجه أنماطا عديدة وأوجه مختلفة للحياة. ومن بين ما يشكل أصعب حرب للطالب مواجهته للنقل العمومي عامة وبالبيضاء خاصة حيث أن حرب المواصلات مستنزفة للقوى سواء على المستوى الجسدي والصحي أو النفسي للفرد فهي صراع دائم يومي يعيشه الطالب تبدأ من التزاحم والتكدس لتنتهي بمواجهة سائق عصبي المزاج، إما يملأ الحافلة حتى غلق النوافذ بجثث الأطفال الصغار مما يولد العنف لديهم في التقاتل والتطاحن على التعلق بنافدة مفتوحة للتشبث بها، أو الطلاب الذين يتزاحمون أمام آلة مراقبة بطاقة الانخراط والتي يضطر بعض الطلبة على تجاوزها مما يجعلهم يقعون في قبضة عصابة الشركة المحتكرة للنقل في هذه المدينة ” الغول” هذه اللوبيات التي لايهمها سوى الربح المادي دون توفير أدنى شروط الإنسانية للمتنقل (كأنهم أبقار مسلوخة مجهزة للتوزيع)، هؤلاء المراقبين كأن ما يتدربون عليه سوى الاهانة والضرب فلا يصدق أحدهم أن يجد طالبا لم يقم بما هو مناص عليه حتى ينهالوا عليه بكل أنواع السب والشتم، وكما لا يخفى على الجميع أن أسوأ خطين هما 24. 800 الرابط بين مدينة المحمدية ومدينة الدار البيضاء وهو مملوء عن آخره، وكذا هناك حوادث وصلت إلى زهق الأرواح و الاعتداء على الركاب من طرف العصابات أرجو من المسؤولين تدارك الأمر وإيجاد حل لهؤلاء الطلبة.
بقلم فتيحة بنخدير