حدائق ذات بهجة

بقلم الصحفية : أمينة لامة
السابعة صباحا رقية سيدة في مقتبل العمر امراة مثقفة واعية تهتم بشؤون بيتها وأسرتها لاتترك من جهدها شيء ، صباح يوم وهي تساعد ابنها المهدي صاحب السبع سنوات لارتداء ملابسه لاحظت نظرات غريبة عليه لم تعتدها فيه أبدا وهو الطفل الساذج كثير الحياء الظريف اللطيف المطيع ، سألته مابك حبيبي ؟ أمنع النظر فيها واستجمع قواه ، أمي هل سنذهب من نفس الطريق التي نذهب منها دائما إلى المدرسة ؟ سؤال غريب أدهش الأم وأجابته بسؤالها ، لماذا حبيبي ؟ أمي أليس هناك طريق آخر نذهب منه ؟ خالج الأم تخوف خطير ؟ وبدأت تتخيل ماتسمع يوميا من جرائم وخطف واغتصاب ووووو وسرعان مارجعت لابنها من سرحانها وهي تقول : مهدي محاولة إخفاء تخوفاتها بابتسامة باهتة ، لماذا هذا السؤال ؟ تعبت من تلك الطريق كل يوم نمر بجانب الزبالة والرائحة الكريهة والمنظر البشع ، أف اخفتني ولدي ، الحمد لله ظننت بسؤالك ان الطريق بها خطر ما ، نعم أمي الأزبال كلها أخطار وأمراض وتهد الصحة والعقل ، من المسؤول عن إزالة تلكم الزبالة ؟وهل من الممكن ان يجعلوا مكانها حديقة ذات بهجة لا أدري حبيبي ؟ أمي أنت تعرفين الكثير وتجيبينني دائما عن أسألتي أرجوك من يمكنهم مساعدتنا لنمر من طريق نقية ؟ بسرعة بسرعة داهمنا الوقت بكثرة الأسئلة وقلت لك بصراحة لا أعلم .
ذهب إلى المدرسة المهدي وبرأسه أسئلة وأسئلة وأسئلة ؟ أستاذة عندي سؤال ليس وقت الأسئلة الآن اليوم درس جديد والوقت لايكفي للأسئلة الفارغة ، المسكين مهدي ، بصوت خافت يتكلم مع نفسه أسئلة فارغة ، وأنتم تقولون لنا النظافة من الإيمان ، والزبالة في طريقنا وقريبة من مدرستنا لا بأس سأسألهم ؟
أمي هل وجدت الجواب قالها مهدي لأمه حين عاد من المدرسة وهو يقبلها قبلة الشوق والحنان ، أي جواب عزيزي ، منهم المكلفون الواجب عليهم نظافة الأحياء والاعتناء بها ، الجميع بني انت وانا والمجتمع ، وبدهشة قال ولما لا نقوم بذلك الآن نبدأ أنا وأنت وأبي وأختي والجيران و…بالله عليك حبيبي اصمت لانقدر على ذلك فلا بد أن يبدئوا هم بالإجراءات والاعمال والترتيبات الكبرى ، ثم نحن علينا الحفاظ والمحافظة وعلاج السلوكيات الغير لائقة لأولئك الذين يرمون الأزبال ويتسببون في مثل هذه الظواهر الغير مرضية ، لحظة امي قلت هم من هم ؟ لا أدري قالوا : قلت لك هم ؟
إذن سأسأل عنهم ، سأسأل عن من هم المسؤولون المعنيون بهذا الأمر ؟ من ستسأل ؟ سأسأل أولئك الذين أشاهدهم على شاشة التلفاز ، أولئك الذين يجلسون على الكراسي التي لانجلس عليها نحن ويضعونها لهم خاصة بالصفوف الأمامية لأنها غالية جدا ، سأوقظهم لأسألهم أولئك الذين سمعوا وسمعوا وسمعوا حتى أخذهم النوم فلم يعوا ولم يذكروا ماسمعوا ؟ سأسأل من أخذوا الحلوى وهم بها فرحون ، سأسأل أولئك الذين يبتدئون دائما بالتحية سيداتي سادتي سيدي الرئيس ، وينسون دائما أن يقولوا أطفالي طفلاتي مستقبل البلاد أيها الرائعات والرائعون ، ولكن هل سيسمعونني ؟ لايهم سأكتب ما أريد قوله لهم ، على ورقة الإنشاء حينما أكبر ويطلب منا الأستاذ أن نكتب موضوعا نصف ماشاهدناه أثناء نزهة وما هو إحساسنا ؟ سأصف طريقي كل يوم وأنا ذاهب إلى المدرسة وأسألهم من لهذه الحالة المزرية ؟ سئمت ذلك المنظر منظر (الزبالة) مرضت وأنا استنشق تلك الرائحة وحتى أكون عادلا أكثر سأتكلم بصيغة الجمع سئمنا مرضنا ، أليس من حقنا أنا واختي هبة وزملائي وزميلاتي وأسرتي وأسرهم ان ننعم بطريق نظيفة وان يجعلوا لنا الزبالة حديقة ، وحتى لا أنسى العنوان نسكن بليساسفة وبطريقنا قرب مدرسة زبالة كبيرة .
سمعت أبي يقرأ قوله تعالى : 《… وأنزلنا لكم من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة…》والموسم الآن موسم أمطار وخشيتي أن ينزل الماء على الأزبال فتنبت…..؟ فضلا ورجاء أسرعوا عنواننا لم يصبح مجهولا بليساسفة نريد حدائق ذات بهجة بهيجة ، وما ذلك على المسؤولين بمهمة صعبة ولا عصيبة .