الرئيسية أحداث المجتمع توافد عدد كبير من المختلين عقليا على مدينة الفقيه بن صالح .

توافد عدد كبير من المختلين عقليا على مدينة الفقيه بن صالح .

IMG 20190829 WA0034.jpg
كتبه كتب في 29 أغسطس، 2019 - 7:53 مساءً

بقلم : حبيب سعداوي
صوت العدالة.

يطرح تكرار حوادث مرتكبة من قبل جاني يعاني اضطرابا أو خللا عقليا تساؤلات حول هذه الفئة من الأشخاص، سيما لعدم وجود طاقة استيعابية داخل المستشفيات المتخصصة في علاج الأمراض العقلية، رغم ما يشكلونه من خطر ، إن على أسرهم أو على باقي أفراد المجتمع، لما يميلون إليه من عدوانية وعنف، تترجمها المجازر التي يقترفونها وتطفو على السطح بين الحين والآخر سواء في حق الوطن أو مواطنيه . ويدخل الخلل العقلي، عموما، ضمن معيقات تحميل المسؤولية الجنائية إلى مرتكب الجريمة، وهو كل الاضطرابات التي تلحق بعقل الفاعل، و تؤدي إلى إلحاق خلل به يفضي إلى القضاء على الإدراك عنده.

ومن هذا المنطلق فإن المختل عقليا، تنتفي لديه المسؤولية، ويعفى متى ارتكب فعلا مجرما وهو في حالته تلك، التي يستحيل معها الإدراك ويفقد فيها سلطان الإرادة ، وغالبا ما تقضي المحكمة، في حق هذا النوع من الفاعلين، بالإيداع في مؤسسة لعلاج الأمراض العقلية ، ومحكمة الموضوع هي التي تقدر مدى خطورة المختل عقليا، وما ينبغي الأمر به من تدابير، والعلاقة السببية بين الخلل العقلي وارتكاب الجريمة أو التستر ورائه ، وتستعين بتقارير الخبراء.

وإذا كان المشرع المغربي أعفى مرتكب الجريمة المصاب بخلل عقلي، فإن المساهمين و الشركاء معه في الفعل غير المختلين عقليا لا يستفيدون من هذا الإعفاء ، ولا يدخل في هذا الإعفاء من المسؤولية، الشخص الذي يرتكب أفعالا مجرمة وهو في حالة سكر أو اندفاع عاطفي أو ناشئ عن تعاطي المواد المخدرة عمدا.

لكن ما يثير الانتباه والاستغراب هو الإنتشار الكبير لفئة جديدة من الأشخاص…يجوبون شوارع مدينة الفقيه بن صالح ليلا ونهارا ، وينامون في أماكن متفرقة دون اكثرات الجهات المعنية لخضوع هؤلاء إلى القانون كسائرالمواطنين، فلعل التحريات والتحقيقات قد تسفر عن أشخاص يختبئون وراء هذه الظاهرة بدعوى الخلل العقلي أو ما شابه ذلك، فربما قد تسفر مجهودات الجهات المعنية عن إيقاف أشخاص مبحوث عنهم في ارتكابهم جرائم ضد الإنسانية، ويشكلون خطرا على أمن واستقرار الوطن.

فنحن لا نكتب من أجل أن نكتب، أو أننا ضد الأشخاص الذين يعانون من ويلات اجتماعية قذفت بهم إلى فقدان وعيهم وعقولهم، لكن في وقتنا الحالي يتعرض وطننا لعدة مناورات حاقدة…فكم من ” هبيل ” يتستر وراء ” هبالو ” وكم من مختل عقليا وأحمق يتستر وراء مرضه وبداخله خطورة قد تؤدي إلا ما لا يحمد عقباه…في حالة نفسية وسلوكية؛ حيث يتظاهرون البعض من هؤلاء بكونهم مريضون ، أو يستعرضون بعض الأعراض لأمراض معينة لأنفسهم ، وفي بعض الأحيان تعرف باسم «الاضطراب المفتعل» ، وفي بعض الحالات يقومون بتصرفات مفتعلة منهم، مثل ادعاء أمراض نفسية أو جسدية، حيث يلعبون دور المريض دائما من أجل الحصول على الانتباه والاهتمام من الأشخاص المحيطين ، وغالبا ما يفعلون ذلك نتيجة لاحتياجهم الداخلي الشديد للوصول إلى هدف معين قد يشكل خطرا على أمن واستقرار البلاد، وليس من أجل تحقيق منفعة مادية.

مشاركة