صوت العدالة _ رشيد أنوار
تعيش أكادير في هاته الفترة من كل سنة على إيقاعات مهرجانها الدولي للموسيقى “تميتار ” .
مهرجان ساهم في إخراج المدينة من حالة الكآبة التى أصبحت تعيشها في هاته الأواخر ، باعتمادها على الشمس و البحر كوسيلة جدب سياحية وحيدة ، مما يولد حالة من الروتين.
الأجواء هادئة بالمدينة ، لا توحي بوجود أي حدث ، ما إن تدق الساعة الخامسة بعد الزوال حتى ترى توافد العشرات ، بين فرادى و تجمعات جماهرية في حركية دؤوبة تجول شوارع المدينة.
انتعاش لجل الأنشطة الاقتصادية للمدينة ،من فنادق مقاهى و وسائل نقل ، ومحالات تجارية، وكذا ظهور أنشطة تجارية وسط الساحة طيلة فترة المهرجان ، كبيع معدات التصوير بالهاتف ،والعاب للأطفال….
أسر إختارت عشب جنبات ساحة الأمل لقضاء سمر عائلي فيما فضلت آخرى رمال الشاطئ للاستمتاع بالمجموعات الغنائية المختلفة الانتماءات العالمية.
إنتشار أمني كبير ، حد من الظواهر التى تأثر على الأجواء الاحتفالية ، وذلك بعمليات تفتيش بمختلف السدود الأمنية ، في مداخل المدينة ،و دوريات من الأمن و القوات المساعدة …نساء و رجال ، من دراجين و خيالة …تجوب الساحات و الشوارع و المحطات الطاكسيات .. ، و تستمر في العمل إلى نهاية السهرات..
وما مميز هاته الدورة هو الحرب الاعلامية الكبيرة داخل وسائل التواصل الاجتماعي ، حيث يتم تداول الصور و مقاطع الفيديو تبين مقاطعة الجماهير للحدث ، في حين تظهر مقاطع أخرى و صور تظهر الآلاف يحتشدون وراء المنصة الرئيسية …
كما حج للمدينة مجموعة من المهتمين بالشأن الإعلامي الفني من مختلف بقاع العالم ، لرصد المجموعات الغنائية و كذا اكتشاف الفرق التراثية المحلية ، التى تمت برمجتها في افتتاح كل سهرات ، حيث التنوع الفنى ة الرمزية الثقافية ، و جمالية اللحن و الإيقاع و عذوبة الكلمات التى تحاكى واقع المنطقة من أشعار وحركات و آلات موسيقية.
كما كان للبعد الانسانى حضور كبير في هاته الدورة، حيث تم تشجيع التلميذ عبد الإله الفتحاوي الذى يعاني من إعاقة حركية ، بتقديمه للجماهير الحاضرة خلالة وصلة غنائية المغني يونس “مول الشاطو”.، إضافة إلى الاعتراف بالفضل الكبير لابن سوس المشجع الصديق ازنزار الذى روج لمدينة أكادير بالديار الروسية خلال منافسات كأس العالم .
ومن طرائف الدورة خطف قبعة المغنى “أمينوكس ” من طرف أحد المعجبين حينما نزل من أعلى المنصة لمشاركة الجماهير الغناء .
تقارب موعد مهرجان تميتار و مهرجان موازين ، و تباعد الرباط عن أكادير ، جعل المتتبعين و المهتمين يقضون أيام الانتظار في التجول و الاستمتاع بالمدن المغربية ، موثقين ذلك بصور و مقاطع فيديو داخل حساباتهم الفيسبوكية …تشجيعا للسياحة و تعريفا بالبلد ككل .
