بقلم ذ الهاشمي الفحلي
إن التكريم نعمة من نعم الله عز وجل على عباده، ويكون نتيجة عمل وكَدٍّ وجُهْدٍ وجَهْدٍ للمُكَرَّم، وهو من التقدير لمن بذل ما يستحقه، ووسيلة تُعَرِّف بفضل ظاهر بَيِّن، بل وتعرف باستحقاق صاحبه، وهو قيمة معنوية نبيلة.
إنه لحظة للاعتراف بالجميل، والجزاء بالإحسان، امتثالا لتوجيهات الله تعالى حين يقول:”هل جزاء الاحسان إلا الاحسان”.
ولا شك أنه حين يلتقي الوفاء والإخلاص والروابط الأخوية والتربوية بأسمى تجلياتها، فإن الأطر الإدارية والتربوية بمؤسستي سيد الزوين والمشكاة، أبت إلا أن ترسم لوحة تعبيرية لترجمة كل معاني التقدير والاحترام التي تجمع بين الإدارة وفريق التدريس، وذلك من خلال تنظيم حفل تكريمي يوم الخميس 8 يوليوز 2021، للاحتفاء والاحتفال بثلة خيرة من مربيات ومربي الأجيال الذين أحيلوا على التقاعد – وهم السيدات الأستاذات والسادة الأساتذة: السعدية بوطربوش، عائشة الإدريسي شافي، رشيد أوزال، المختار دكداك، ومحمد بناصر – اعترافا بما أسدوه للمنظومة التربوية من خدمات جليلة؛ إذ أنه من الرقي الحضاري أن يُكَرَّم المرء لما أعطى وقَدَّم.
وقد كان اللقاء ماتعا وراقيا، تخللته مسحة من الطرائف والكلمات التي تنم عن صفاء الباطن ونقاء السريرة وصدق المشاعر. وقد كان لهذا أثر بالغ في أفئدة المحتفى بهم؛ حيث فاضت مشاعرهم بأحاسيس امتزجت بدموع الحب والتقدير والوفاء والوداع.
إنهم بحق ثلة من الأساتذة الذين قل نظيرهم في زمننا الراهن، وأنموذج يحتذى به في دروب الصدق والوفاء.
وقد اختتم الحفل بتسليم المحتفى بهم جوائز تقديرية رمزية، عبارة عن لوحات فنية.
وبهذا فقد أبانت الأطر الإدارية والتربوية لمؤسستي سيد الزوين والمشكاة عن نضج تربوي متميز، وأعطت الدروس والعبر في مجال العلاقات – الإنسانية على وجه العموم والتربوية على وجه الخصوص – التي ينبغي أن تسود داخل كل فضاء تربوي، والتي هي سر النجاحات التي عرفتها المؤسستان طيلة السنوات الماضية الأخيرة. فالشكر لهم كل الشكر على إسهامهم في تدوين هذه اللحظة الأخوية والتربوية بامتياز، فلا يسعني إلا أن أردد في حقهم قول الشاعر:
رعى الله حفلا في الوفاء لشخصفمنهم علمنا كيف ننقش في الحجر فيا أهل ذا الحفل الكريم تقبلواسلامي وتقديري ضميره مستتر.
