الرئيسية آراء وأقلام تفاهة المجتمع الى أين ؟

تفاهة المجتمع الى أين ؟

29547008 10216828469163347 1594211795 n.jpg
كتبه كتب في 26 مارس، 2018 - 6:11 مساءً

في الآونة الاخيرة ظهرت مخلوقات جديدة تطل على مجتمعنا المغربي و دون مقدمات لتدخل الى حياتنا و تصبح جزءا من مجتمعنا العصري و المحافظ في أن واحد مما يضعنا أمام اشكالية عظيمة في تربيتنا للجيل القادم , امثال ” أدومة ” او ” نيبة ” اصبحوا مشاهير من لا شيء و على حساب اخلاق مجتمع و تربيته ضاربين عرض الحائط كل ارتباط بأخلاقنا و ثقافتنا لرفع مستوى الجيل القادم حيث أن المراهق أو الشاب يكون في اندفاع دائم و رغبة لاكتشاف الحياة و عند رؤيته لهده النماذج و ما تحصل عليه من شهرة و نجاح يظن ان هده هي الطريق الصحيح للوصول الى المرغوب و هو المجد و الشهرة .
فمن المسؤول عن هاته الانزلاقات الخطيرة التي أصبح يعرفها مجتمعنا من تدمير للتعليم و دور الاسرة الى اشهار لنماذج دخيلة على ثقافتنا و مجتمعنا ؟
لا تستغرب حاليا في ظهور وجوه جديدة فجأة ذات مستوى متدني من التعليم و لا تعتمد سوى على كلمات نابية من اجل اثارة فضول البعض او الاعتماد على سلوكات شاذة و غريبة عن مجتمعنا للفت الانتباه ، فالجو العام يشجع على ذلك، وإذا كنت من هواة الشهرة وحب الظهور والسيطرة على المشهد فما عليك إلا أن تفتح لك حسابا في أحد مواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة والشائعة ثم تملؤه بصور ومقاطع البله و السذاجة واستخفاف الدم كالقفز والرقص والضحك الهستيري والاستهزاء بالآخرين، وإطلاق الأصوات الغريبة والكلام الذي لا معنى له، والخروج عن الذوق العام.
و في المساء ستجد ان الكل يتحدث عنك الا أن ما يثير انتباهي هو قيام بعض المواقع الاعلامية و بعض الفانين الدين يجب ان تكون لهم رسالة يحملونها من اجل هدا المغرب يقومون باستضافة هؤلاء المرضى و محاولة اشهارهم و في نفس الوقت تحقيق اكبر نسبة مشاهدة دلك ان اهتمامهم الاول و الاخير هو جمع المال على حساب فئة عريضة من المجتمع التي سنبكي عليها في القادم من السنوات و سيحمل هدا الاعلام وزرها ووزر من سيأتي بعدها لإفراغهم مجتمع ككل من اخلاقه و ثقافته و نشرهم لأخلاق شاذة ستؤثر لا محالة على المستقبل .
ما يحدث حاليا تعدى الحدود الطبيعية إلى أن تحول لعملية سريعة جدا لصناعة التفاهة والتافهين والدفع بهم للساحة كنجوم سوبر ستار بدلا من العلماء والأدباء والشعراء والمثقفين الذين كانوا يوما ما قدوات الأجيال في حياتهم. في أوروبا وأمريكا وكندا واستراليا انتشرت لوحات تحذيرية مكتوب فيها «stop making stupid people famous» ومعناها توقفوا عن جعل الناس الأغبياء مشهورين، موجهين هذا التحذير للناس كافة ولمؤسسات المجتمع الإعلامية والاجتماعية، فإذا كانت المؤسسات الإعلامية لا تستطيع إيقاف تلك الحسابات فعلى الأقل توجه بعدم استقطابهم للبرامج والمهرجانات والمناسبات العامة، وعدم القبول باستقطابهم في تقديم برامج إذاعية وتلفزيونية، أو إشراكهم في مسلسلات وأفلام موجهة للناشئة، كما حدث لدينا على سبيل المثال لا الحصر استقطاب المدعو” أدومة ” و “نيبة ” لأغنية حاتم ايدار رغم ما كان يطلقه من بذاءات وسب وشتم وتحقير لشرائح المجتمع فهل يا ترى بهده الطريقة ا سي حاتم ستحقق النجاح و الممزوج بطابع اخلاقي قبل ان يكون مادي .
سيسأل سائل وما المشكلة أن يستعان به في تلك الأفلام والمسلسلات أو يستعان بغيره من الفقاعات؟ وردي على هذا السؤال واضح وصريح فاستعانة هاته الجهات المحترمة كالفنانين و برامج إذاعية بهم ودعوتها لهم تعني مصادقتها الرسمية ورضاها عن تصرفاتهم وهو ما يسرب لمحدودي الفهم والإدراك إحساسا بأن ما يفعله هؤلاء هو الصحيح وأن طريق النجومية يبدأ من حيث بدأ هؤلاء وهو ما يشجع مستقبلا على صناعة التفاهة ومتابعة التافهين وتحويلهم لقدوات وانتظار مقاطعهم بشغف والجري وراء إنتاجهم الرديء ونشره في المواقع!
غير هؤلاء كثيرون امتد خطرهم وأصبح الناس يتناقلون مقاطعهم بكل سذاجة لتنحدر أخلاقيات الأبناء وتتلاشى القيم الجميلة دون أن يقوم المجتمع بمؤسساته وأفراده في تحجيم هذه الظاهرة، وإيقاف هذا المد التافه!و التدخل من أجل تصحيح و تصويب الوضع .
لا أظن ان المجتمع المغربي يحتاج لمثل هؤلاء لخلق البهجة و السرور او لتغيير الجو كما يقول البعض فعلى هاته النماذج المحدودة الاختباء و محاولة تقويم سلوكها و العمل على تطوير هدا البلد بالعمل و ليس بالتخربيق .

خليل خالد

 

مشاركة