الرئيسية أحداث المجتمع تطوان:التهريب المخدرات انطلاقا من شمال المغرب في اتجاه الجنوب الإسباني بدأ يسترجع أنفاسه من جديد وهو ما يطرح العديد من التساؤلات …

تطوان:التهريب المخدرات انطلاقا من شمال المغرب في اتجاه الجنوب الإسباني بدأ يسترجع أنفاسه من جديد وهو ما يطرح العديد من التساؤلات …

633C0A25 DBE8 4671 8BBF F3708E718B7C.jpeg
كتبه كتب في 2 أبريل، 2023 - 4:58 مساءً

خولاني عبد القادر 

يطفو من جديد ملف تهريب المخدرات عبر السواحل الشمالية بجهة طنجة تطوان الحسيمة، وذلك بعد تراجع أنشطة التهريب الدولي للمخدرات بين المغرب وإسبانيا بسبب الإجراءات الأمنية التي اتخذتها الأجهزة الاستخباراتية بكلا البلدين، وعزمها الأكيد على وقف الظاهرة من خلال تشديد الخناق على مافيا تهريب الدولي للمخدرات، بعد أن انتشر صيت عناصرها بشكل مثير وواسع وازداد نفودهم وكثر الحديث على وجود شبهة علاقة المافيا الدولية للمخدرات مع بعض السياسيين بالمنطقة...

12CF458E 9AAE 461A A5AF 4E1B1318543C

فالأحداث والقضايا العديدة التي تقع من حين لآخر والتي عادة ما يكون أبطالها شباب، أدخلتهم مافيا الإتجار في المخدرات في دوامتها، وجعلتهم يقومونبتنفيذ عمليات إجرامية رغم خطورتها والحصار المضروب عليها والمتابعات القضائية لعناصرها.

و ما يدفع شبكة التهريب الدولي للمخدرات على المغامرة هو شساعة الشريط الساحلي بين طنجة مرورا بسواحل تطوان و عمالة المضيق الفنيدق وصولا إلى شواطئ إقليم شفشاون وصعوبة ضبط أنشطتهم الإجرامية ليس فقط في عمليات التهريب المخدرات بل حتى في الإتجار بالبشر الذي أصبح ملفت للنظر مخلفا بذلك ضحايا ، وحسب ما يروج في وسائل الإعلام المغربية و الإسبانية أنه تدور حاليا صراعات قوية بين شبكات المخدرات في محاولة منها السيطرة على السواحل الشمالية المغربية و نسج خيوط داخلية و خارجية و اختيار نقط سوداء بسبتة المحتلة  التي كانت مسرح لاستعمال السلاح الناري و وقوع ضحايا أغلبهم مغاربة ،  جاء الاختيار بفعل قربها من ساحل جنوب إسبانيا الذي هو قاعدة و معقل مافيا التهريب الدولي للمخدرات ، الذي أصبح مرتعا خصبا لزعماء تهريب المخدرات ومسرحا لصراعات قوية بينهم استعمل فيها السلاح للسيطرة على التهريب الدولي للمخدرات ...

فرغم فشل عمليات عديدة لتهريب المخدرات نجحت أخرى ، رغم المراقبة الشديدة على طول السواحل الشمالية و الجنوبية للمملكتين و التعاون الدولي بين السلطات الأمنية المغرب و إسبانيا و البرتغال من أجل محاصرة أو بالأحرى الحد من الظاهرة التي بدأت تسترجع أنفاسها من جديد ، حيث كشفت مصادر مقربة من التحقيقات أن هاته الشيكات الإجرامية نجحت في نقل الأطنان من الحشيش من المغرب إلى إسبانيا ، في حين أسفرت عملية مشتركة بين البحرية الملكية الإسبانية ونظيرتها البرتغالية، بالمياه الدولية، من اعتقال أربع أشخاص وتوقيف قارب من نوع زوديك وعلى متنه مغربيين وإسبانيين، وحجز حوالي 3 طن و700 كلغ من مخدر الحشيش، كما تمكنت الشرطة الإسبانية بميناء سبتة المحتلة، من إجهاض محاولة تهريب المخدرات إلى الجنوب الإسباني عبر ميناء المدينة المحتلة، وحجز 20 كيلوغرام من مخدر الشيرا، كما تمكنت عناصر الحرس المدني الإسباني بميناء سبتة المحتلة ، من إجهاض محاولة تهريب المخدرات إلى جنوب إسبانيا عبر ميناء المدينة و حجز 20,7 كيلوغرام، كانت مخبأة داخل سيارة متجهة إلى الجزيرة الخضراء بجنوب إسبانيا، و أجهضت عناصر الأمن الوطني المرابطة بميناء طنجة المتوسط بتنسيق مع الجمارك، محاولة تهريب 347 كيلوغرام من مخدر الشيران عبر شاحنة للنقل الدولي مرقمة بالمغرب ، كما تمكنت البحرية الملكية الإسبانية  أثناء عملية تهريب المخدرات من سواحل سبتة ،من حجز زورق محملا ب/ 600 كيلوغرام من مخدر الحشيش وتوقيف شخصين ينحدران من مدينة سبتة المحتلة، كما تمكنت الشرطة الإسبانية بتنسيق مع الشرطة الفرنسية من تفكيك شبكة دولية تنشط في تهريب الحشيش من شمال المغرب إلى إسبانيا ومن ثم إلى فرنسا ، حيث جاء تفكيك الشبكة بعد اعتقال 7 أشخاص من أفرادها بين مالقة واشبيلية ، و أن هذه الشبكة كانت تنشط في تهريب مادة الحشيش مخبأة داخل شاحنات نقل البضائع التي تأتي من ميناء طنجة المتوسط … 

فالبحث والتقصي مع الموقوفين، مكن الحرس المدني الإسباني التابع لمدينة سبتة المحتلة بتعاون مع الجمارك، من تفكيك شبكة دولية تمتهن التهريب الدولي للمخدرات، وحسب الصحافة الإسبانية، أنه كان من ضمن الموقوفين مواطن مغربي، وأن عملية تفكيك هذه الشبكة الإجرامية، جاءت نتيجة البحث القضائي في قضايا مماثلة، وبالمقابل تمكنت المصالح الأمنية الإسبانية بتعاون مع المصالح الأمنية المغربية بدعم من المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، من اعتقال ما يفوق 10 أشخاص، مقيمين بكل من برشلونة وسبتة وألميريا ومالقا.

ووفق مصادر إعلامية إسبانية ، فإن هذه العصابة كان يتزعمها مغربيين ينحدران من مدينة الحسيمة، يشتبهفي انتمائهم لشبكة الشمال للتهريب الدولي للمخدرات ، وقد تم وضع الموقوفين تحت تدابير المراقبة الأمنية من أجل التحقيق معهم، في المنسوب إليهم، قبل تقديمهم أمام القضاء الإسباني ، كما عهد بمهمة البحث في هذه القضية التي تعرف بقضية “الحشيش” إلى الفرقة الوطنية للدرك الملكي، بتنسيق مع الشرطة الوطنية لفرقة القضائية، تحت إشراف النيابة العامة المختصة، للكشف عن جميع الأشخاص المرتبطين بهذه الشبكة الإجرامية المتورطة في عمليات التهريب الدولي للمخدرات انطلاقا من السواحل المغربية، وكذا تحديد تقاطعاتها وروابطها الإقليمية والدولية، ويظهر أنه مازالت ترخي بظلالها على قضية التهريب الدولي للمخدرات بالشمال على الرغم من أن القضاء بتطوان أنهى تفاصيلها بالحكم على المتهمين الرئيسيين و تبرئة آخرين ...و أطوارها ما زالت بين أيدي قاضي التحقيق بالمحكمة الابتدائية بتطوان، والتي رافقتها جلسات ماراطونية ومواجهات عديدة بين الأطراف المشتبه في تورطهم في تهريب مخدرات نحو سبتة المحتلة، على أساس نقلها إلى الجنوب الإسباني .

ومازالت التحقيقات جارية بسبتة المحتلة وبالمغرب، تحت إشراف النيابة العامة للبلدين، حيث أنه أثناء البحث تبين تورط بعض رجال الشرطة الإسبان مع مافيا الهجرة غير الشرعية، اعتمادا على معلومات وفرتها الأجهزة الأمنية المغربية لنظيرتها الإسبانية، أدت إلى حملة تطهير في صفوف رجال أمن خاصة بمليلية المحتلة لهم علاقة بشبكات التهجير السري، وفي الجانب المغربي فإن المديرية العامة للأمن الوطني كانت قد باشرت عملية تخليق واسعة استباقية داخل الأمن المغربي منذ أن تولى حموشي مهامه على رأس المديريتين.

وأكد مصدر حقوقي، أن عبد اللطيف حموشي، المديرالعام لمديرية مراقبة التراب الوطني والأمن الوطني،انكب على التنزيل الدقيق لاتفاقيات التعاون الأمني بينالمغرب وإسبانيا في مجال مكافحة الهجرة السريةوتبييض أموال المخدرات، إذ أشرف شخصيا على تفكيكعدة عصابات إجرامية لها امتداد دولي، من بينها شبكة كان من ضمنها عناصر إسبانية تشتغل بالمعبرالحدودي باب مليلية …

      فمكافحة الجريمة العابرة للقارات تستدعي تضافر جهود المصالحة الأمنية المغربية بتعاون مع الشرطة الوطنية الإسبانية والبرتغالية، مع المجتمع المدني وكافة المواطنين، على رصد الجريمة والتبليغ عن المنحرفين للحد من استفحالها، فترك أمر التصدي للجريمة على عاتق الأجهزة الأمنية وحدها، قد يخفف من انتشارها، ولن يحول دون توقيفها...

مشاركة