الرئيسية أحداث المجتمع تحقيق) مواطنون مقصيون من التنمية بإقليم الخميسات

تحقيق) مواطنون مقصيون من التنمية بإقليم الخميسات

IMG 20180404 WA0005
كتبه كتب في 4 أبريل، 2018 - 10:02 صباحًا

 

صوت العدالة – ياسين الحاجي

 

يُعاني، قطاع الإسكان بالمغرب من مشاكل بالجملة، تتصدرها المعضلة المستعصية على الحل، وهي أحياء الصفيح المنتشرة في معظم المدن المغربية إضافة إلى غلاء أسعار العقارات.

و على مستوى إقليم الخميسات “المعاناة”، هو أنسب عنوان لحياة المواطنين بعدد من الجماعات و المدن الذين يقطنون في دور الصفيح، أو “الكاريانات”، كما يسميها المغاربة بالعامّية.

و على مرّ أيام السنة، يعيش هؤلاء المواطنون معاناة حقيقية، على جميع المستويات، لكن المعاناة تتضاعف أكثر، مع بداية فصل الشتاء، وهطول الأمطار.
و تشكوا، جماعة مرشوش دائرة الرماني التابعة للنفوذ الترابي لإقليم الخميسات من تفاقم كبير في دور القصدير أو البراريك أو أحياء الصفيح و هي مسميات عديدة لفضاءات جغرافية واحدة يُقصد بها مئات البيوت و المساكن العشوائية التي تحيط بهوامش الجماعة.

و عاينت جريدة “صوت العدالة” يومه الثلاثاء الثالث من أبريل الجاري، حجم المعاناة التي تتكبدها ساكنة “دوار الضاية” بجماعة مرشوش و الذي يعتبر من بين أكبر أحياء الصفيح بالمنطقة و ذلك نظرا لافتقار الحي لأبسط مقومات الحياة و عدم وجود المرافق العامة و انعدام قنوات الصرف الصحي ما جعل الحي يعج بالروائح الكريهة و المقززة التي ساهمت في تكاثر الحشرات الضارة.

جولة “صوت العدالة” في “دوار الضاية” وأحياء مشابهة أخرى مرت عبر أزقة قصيرة لا يكاد الزقاق الواحد منها يسع لسيارة صغيرة الحجم، فيما المنازل مبنية بطريقة عشوائية ودون تصاميم قانونية، ويعاني شبابها من البطالة، كما أن أغلب مهن سكانها عبارة عن حرف بسيطة.

و تمتدّ، معاناة سكان “دوار الضاية” على طول فصول السنة، ففي الصيف تتحول “البراريك” التي يقطن بها هؤلاء السكان إلى ما يشبه أفران، بسبب الحرارة المفرطة، وفي فصل الشتاء تتحول إلى ما يشبه “ثلاجات” بسبب البرد القارس، وعندما تشرع الأمطار في الهطول تتضاعف المعاناة.

و ذكر، الجعفاري محمد أحد قاطني “دوار الضاية” في حوارٍ خص به الموقع أن ساكنة الحي نفذ صبرها من الوعود لمدة أربعون سنة دون أن يتحقق أدنى شيء، مشيرا إلى حجم المعاناة التي تقاسيها الساكنة بسبب مظاهر الفقر المدقع الذي يضرب ساكني هذا الحي الموغل في الهشاشة و الظلم الإجتماعي.

و أشار، أحمد رحمون العضو المنتخب بمجلس جماعة مرشوش و رئيس لجنة الميزانية و الشؤون المالية و البرمجة في حديثه للموقع أن دوار الضاية التابع لدائرة الإنتخابية واحد بجماعة مرشوش يعتبر من أقدم الدواوير الصفيحية بالمغرب حيث يعود تاريخ نشأته في الخمسينيات من القرن الماضي، و في سنة 69 قامت السلطات المحلية أن ذاك بإعادة انتشاره على جنبات السوق المركزي، و مع نهاية سنة 2010 إلى منتصف سنة 2017 تصاعدة وثيرته بشكل سريع و ازدادت أعداد البراريك فيه بشكل كبير ما جعل الوضع الإجتماعي بالحي يتفاقم.

و أضاف عضو المجلس الجماعي أن تصميم التهيئة الذي تم وضعه السنة الماضية خصص حوالي هكتارين أي 175 بقعة أرضية و هي مساحة غير كافية من أجل إعادة إيواء قاطني دور الصفيح، ما دفع المجلس الجماعي للتفكير في اقتناء إحدى العقارات التابعة للدولة. مضيفا أن المشكل المطروح حاليا هو عدم التوفر على الإحصاء الشامل لقاطني دور الصفيح لمباشرة الدراسات الخاصة بالمشروع. مختتما حديثه : “لقد راسلنا عامل إقليم الخميسات في الموضوع و لم نتلقى أي رد”.

تجدر الإشارة إلى ساكنة دوار الضاية التي ظلت لعقود خلت تعاني من الإقصاء و التهميش الممنهج و غياب أبسط شروط العيش طالبت الجهات المسؤولة بتجسيد البرامج التنموية للقضاء على المشاكل التي يعيشها السكان.

مشاركة