انس خالد – صوت العدالة
في خضم انتشار العمل الخيري، ظهرت مجموعات فيسبوك كوسيلة للتواصل وجمع التبرعات، لكن بعضها في مدينة وجدة تحول إلى أدوات للاستغلال المالي تحت غطاء العمل الإنساني. حيث تتسرب الشكوك حول نوايا بعض الجمعيات التي تدّعي تقديم المساعدات، في حين تعمل على جمع الأموال بطرق تفتقر إلى الشفافية والمصداقية.
تستغل هذه الجمعيات مشاعر التعاطف لدى الأعضاء في المجموعة، مما يجعلهم يميلون لدعم المبادرات الخيرية بشكل عاطفي دون التحقق من أهدافها الحقيقية. صاحب المجموعة غالبًا ما يكون له تأثير كبير، حيث يروّج للحملات ويستخدم أساليب تتلاعب بعواطف الأعضاء، مما يعزز من سيطرته عليهم ويمنعهم من التفكير النقدي.
تظهر هذه المجموعات كأنها تعمل لصالح القضايا الإنسانية، لكنها تفتقر إلى أي نوع من الرقابة أو التقارير الواضحة التي تبين كيفية استخدام التبرعات. وبذلك، يُصبح المتبرعون عرضة للاستغلال، حيث تظل أموالهم محاطة بالغموض، دون أي دليل على وصولها لمستحقيها.
هذا الوضع يطرح تساؤلات جدية حول مصداقية العمل الخيري في العصر الرقمي، مما يستدعي التفكير في العديد من الأسئلة:
كيف يمكن للمتبرعين التأكد من مصداقية الجمعيات التي يدعمونها عبر الإنترنت؟
ما هي الخطوات اللازمة لتعزيز الشفافية والمساءلة في العمل الخيري؟
كيف يمكن تجنب استغلال العواطف في الحملات الخيرية؟
هل يجب على السلطات وضع ضوابط أكثر صرامة على الجمعيات التي تجمع التبرعات عبر منصات التواصل الاجتماعي؟
إن الإجابة على هذه الأسئلة هي خطوة مهمة نحو ضمان أن يظل العمل الخيري فعّالًا ونزيهًا، ولضمان وصول التبرعات إلى الفئات المحتاجة حقًا.