الرئيسية أخبار فنية بوعبيد المكناسي: عدسة مغربية توثق الهوية والجمال في المهجر

بوعبيد المكناسي: عدسة مغربية توثق الهوية والجمال في المهجر

IMG 20250416 WA0042
كتبه كتب في 16 أبريل، 2025 - 3:47 مساءً

في عالم التصوير الفوتوغرافي، برز اسم بوعبيد المكناسي كواحد من أبرز الفنانين المغاربة الذين حملوا عدستهم إلى الضفة الأخرى من البحر، ليعيدوا رسم ملامح الهوية والانتماء في عيون المهجر. من المغرب إلى باريس، ومن الشغف إلى الاحتراف، استطاع المكناسي أن يبني مسارًا فنيًا مميزًا يزاوج بين البعد الجمالي والعمق الإنساني.

الهجرة إلى باريس والانطلاقة الفنية

ولد بوعبيد المكناسي في المغرب، حيث تشرب من البيئة الغنية ثقافيًا واجتماعيًا، قبل أن يشد الرحال إلى باريس في شبابه. لم تكن الهجرة فقط بحثًا عن فرصة أفضل، بل كانت أيضًا انطلاقة لاكتشاف الذات والتعبير عنها من خلال الكاميرا. في شوارع باريس، حيث تلتقي الثقافات وتتصادم الهويات، وجد المكناسي في التصوير وسيلته لرصد تفاصيل الحياة اليومية للمهاجرين، لحظات الحنين، نظرات الأمل، والتقاطعات الإنسانية الخفية التي لا تراها العين المجردة.

الأسلوب والرؤية الفنية

يعتمد المكناسي في أعماله على أسلوب وثائقي يتميز بالحساسية والبساطة. لا يسعى إلى بهرجة بصرية، بل يفضل الصدق الفني في نقل المشاعر والأجواء. صوره تتحدث بهدوء، لكنها تترك أثرًا عميقًا، إذ يلتقط بعين المراقب الحنون والمواطن المنتمي، تفاصيل الهوية المغربية كما تتجلى في فضاءات الغربة. سواء عبر بورتريهات للمهاجرين، أو مشاهد من الحياة اليومية في الضواحي الباريسية، فإن أعماله تحمل توقيعًا بصريًا واضحًا يجمع بين الواقعية والحلم.

التأثير والإرث

ساهمت أعمال بوعبيد المكناسي في تسليط الضوء على تجارب المغاربة في المهجر، مما جعل له مكانة خاصة بين فناني الجالية المغربية في أوروبا. كما أن صوره أصبحت مرجعًا بصريًا مهمًا لفهم التحولات الاجتماعية والثقافية التي يعيشها المهاجرون. إرثه الفني لا يقتصر فقط على الصور، بل يمتد إلى كونه صوتًا بصريًا يوثق لحظات التحول والانتماء، ويمنح الكرامة والجمال لوجوه كثيرًا ما تُهمَّش في السرديات الكبرى.

تكريمًا لمسيرته

عرف بوعبيد المكناسي تكريمات عديدة في مسيرته، من بينها مشاركات في معارض كبرى داخل فرنسا والمغرب، بالإضافة إلى إشادة النقاد والمتابعين الذين رأوا في أعماله مزيجًا فريدًا من الفن والالتزام الاجتماعي. وقد شكلت صوره جزءًا من معارض جماعية وخاصة توثق للهجرة والمقاومة والثقافة المغربية في المهجر

بوعبيد المكناسي في قلب باريس وفي أنحاء فرنسا، ومن خلال عدسة تحمل الذاكرة المغربية، في تشكيل أرشيف بصري فريد يعكس تجارب المهاجرين وهويتهم، مع التركيز بشكل خاص على المرأة المغربية في المهجر.

أبرز الأعمال والمعارض الفنية

  1. معرض “نساء الأنوار” – باريس (2018)

أحد أهم أعماله، نظمه بمناسبة اليوم العالمي للمرأة في “دار المغرب” بباريس. ضم المعرض أكثر من 100 بورتريه لنساء مغربيات بارزات في فرنسا في مجالات الفن، السياسة، الإعلام، الرياضة، الطيران، والطبخ. شكّل المعرض تكريمًا بصريًا لمساهمات المرأة المغربية في المهجر، ولاقى صدى واسعًا في الأوساط الثقافية الفرنسية والمغربية.

  1. سلسلة “الفنون المغربية في باريس”

عمل وثائقي فوتوغرافي ضم بورتريهات لفنانين ومبدعين مغاربة في فرنسا، من ممثلين وموسيقيين إلى رسامين وكتاب. الصور التُقطت بأسلوب بسيط وواقعي، يعكس الحياة اليومية والهوية الثقافية المتجذرة رغم الاغتراب.

استقر المكناسي في باريس منذ عام 1998، وبدأ التعاون مع صحف مغربية كمصور صحفي وميداني، مما ساعده في توثيق الحياة اليومية للمغاربة في فرنسا من منظور داخلي وإنساني.

شارك في معارض جماعية وخاصة، أغلبها متمحور حول موضوعات الهجرة، الهوية، والاندماج، في مدن فرنسية مختلفة مثل باريس، ليون، وليل.

لقيت أعماله إشادة من النقاد لما تتميز به من صدق بصري وجرأة في تمثيل الإنسان المهاجر في لحظاته العادية واليومية، بعيدًا عن التنميط أو التجميل الزائف.

تأثيره وإرثه الفني

ساهم بوعبيد المكناسي في تغيير الصورة النمطية للمهاجر المغربي، حيث قدمه كإنسان فاعل ومبدع، له صوت وصورة وتأثير. وتمثل أعماله اليوم مرجعًا بصريًا مهمًا لدراسة الهوية المغربية في أوروبا، وحضور الجالية المغربية في المشهد الثقافي الغربي.

مشاركة