صوت العدالة: محمد زريوح
في إطار الاحتفالات الوطنية بمناسبة الذكرى 26 لعيد العرش المجيد، وتزامنًا مع عملية “مرحبا” التي تهدف إلى استقبال أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، أعلنت الجمعية المتوسطية للتنمية المستدامة بالناظور، بشراكة مع عمالة إقليم الناظور ومجلس الإقليم، عن تنظيم الدورة الحادية عشر من مهرجان الناظور المتوسطي. المهرجان الذي سيُقام في الفترة ما بين 25 و27 يوليوز 2025، يحمل هذا العام شعار “الناظور في لقاء مع العالم”، ويهدف إلى الاحتفال بالروابط القوية بين الشعب المغربي والعرش العلوي، إضافة إلى تعزيز مكانة الناظور على الصعيدين الوطني والدولي.
تعتبر هذه الدورة من المهرجان مناسبة مهمة لإبراز المقومات السياحية والثقافية التي يمتاز بها إقليم الناظور. إذ يعكس المهرجان التنوع الثقافي والفني الذي يجمع بين فئات واسعة من الفنانين المحليين والدوليين. ومن خلال هذا الحدث، تسعى الجمعية إلى تقديم صورة مشرقة عن الناظور بما يتماشى مع رؤية المملكة التنموية، بالإضافة إلى كون المهرجان فرصة لاستقطاب الزوار المحليين والدوليين، مما يساهم في دعم الحركة السياحية في المنطقة.
كما يعد المهرجان مناسبة لتعزيز الهوية الثقافية المغربية، من خلال الأنشطة الفنية والترفيهية التي ستجمع بين مختلف الأذواق والفئات. ويؤكد هذا الحدث على أهمية الفن في التعبير عن القيم الوطنية والهوية المغربية، بالإضافة إلى تمكين الفنانين من تقديم أعمالهم المتنوعة أمام جمهور متنوع من داخل وخارج الوطن. من خلال هذا الحدث، تسعى الجمعية إلى خلق متنفس ثقافي وفني في قلب الناظور، يتجاوز حدود الحيّز المحلي ليصل إلى جمهور عالمي.
برنامج المهرجان لهذا العام يضم مجموعة من السهرات الفنية المتميزة التي ستُحييها كوكبة من الفنانين المعروفين في مختلف المجالات الفنية. إذ سيشهد يوم الجمعة 25 يوليوز بداية الحفل مع الفنان رشيد أنس، أحد كبار الفنانين الذين أسهموا في إثراء الأغنية الريفية والتراثية المغربية، إلى جانب الفنانة الناظورية كوثر براني التي نالت شهرة واسعة في برنامج “أراب إيدول” ومنصة “موازين”. كما سيتواجد في المهرجان الفنان لازارو، نجم الطوندونس وصاحب المشاهدات القياسية على منصات اليوتيوب وسبوتيفاي، الذي سيضيف لمسة شبابية وعصرية للفعاليات.
أما يوم السبت 26 يوليوز، فسيشهد جمهور المهرجان أداءً مميزًا من الفنان سفيان أزعوم، ابن الناظور الذي تميز بصوته الأمازيغي العذب، والذي حصل على لقب “أحسن صوت مغربي أمازيغي”. كما سيكون الجمهور على موعد مع مصطفى ترقاع، أحد أيقونات الأغنية الشعبية في الريف والمغرب، إلى جانب أيمن السرحاني، نجم الراي الذي تجاوزت مشاهدات أغنيته الأخيرة 3 ملايين في أقل من 24 ساعة، مما يبرز شعبيته الكبيرة في الأوساط الشبابية.
وفي اليوم الأخير من المهرجان، الأحد 27 يوليوز، سيستمتع الحضور بعروض متنوعة من الفنانين المبدعين في عدة مجالات. سيحيي الفنان أ-جاي، نجم الراب المغربي، أمسية فنية مميزة، حيث يتميز هذا الفنان بتناول قضايا اجتماعية وشبابية في أغانيه، إلى جانب شيماء الحناوي، التي استطاعت أن تفرض نفسها في الساحة الفنية المغربية بفضل حنجرتها الذهبية. كما سيشارك في الحفل الفنان رشيد قاسمي، الذي يتمتع بشعبية كبيرة داخل وخارج المملكة بفضل تنوع إبداعاته في الأنماط الموسيقية التقليدية والعصرية.
وفي ختام المهرجان، سيُختتم الحدث مع نجم الراب العالمي دراكانوف، الذي يعد واحدًا من أبرز الأسماء في هذا المجال. بعد أن أصبح متربعًا على عرش اليوتيوب وسبوتيفاي بفضل مشاهداته القياسية، سيقدم دراكانوف لأول مرة عرضه في المغرب بعد أن تألق في العديد من المهرجانات الدولية، ومنها منصة “موازين”. وبذلك، سيجذب المهرجان العديد من محبي هذا النوع من الموسيقى في المنطقة، ويقدم فرصة للفنانين المحليين للتفاعل مع جماهير واسعة.
تسعى الجمعية المنظمة من خلال هذا الحدث إلى تحقيق أهداف ثقافية وفنية عدة، أهمها تنمية الحركة الفنية في الناظور وتعزيز التواصل بين الفنانين والجمهور. كما تهدف إلى إحياء التراث الثقافي المغربي وتنشيط الحياة الاجتماعية في المنطقة من خلال الأنشطة الترفيهية التي ستجمع بين جميع الفئات العمرية. ومن خلال هذه التظاهرة، يعكس المهرجان دور الثقافة والفن في تعزيز الانتماء والروح الوطنية، مما يجعل منه حدثًا لا يقتصر فقط على الترفيه، بل يُعتبر منبرًا لتعميق التواصل بين المغاربة في الداخل والخارج.

ويُتوقع أن يشهد المهرجان إقبالًا كبيرًا من الجمهور المحلي والزوار من مختلف أنحاء المغرب والعالم، مما يعزز مكانة الناظور كوجهة ثقافية وسياحية بارزة. وتعتبر الجمعية المنظمة أن هذا الحدث يمثل فرصة هامة لتعريف العالم بالوجه الثقافي والسياحي للمنطقة، وتعزيز مكانتها على خريطة المهرجانات الدولية الكبرى.
بناءً على ذلك، تظل آمال الجمعية في نجاح هذا الحدث كبيرة، مع التأكيد على أهمية مشاركة الجميع لتحقيق الأهداف المسطرة لهذا المهرجان الثقافي والفني. كما تأمل الجمعية أن تكون هذه الدورة الحادية عشر بداية لعدة دورات أخرى تسهم في تطوير وتنمية القطاع الثقافي والفني في الناظور والمناطق المجاورة، وتظل العناية بالثقافة والفن في طليعة الأولويات لتحقيق التنمية المستدامة.