الرئيسية أخبار وطنية بنسليمان.. المدينة التي دخلت موسوعة “غينيس” في الإهمال بفضل مجلسها العبقري!

بنسليمان.. المدينة التي دخلت موسوعة “غينيس” في الإهمال بفضل مجلسها العبقري!

IMG 20250309 WA0043
كتبه كتب في 9 مارس، 2025 - 9:16 مساءً

بقلم:عشار أسامة

إذا كنت تبحث عن أعجوبة الدنيا الثامنة، فلا تذهب بعيدًا، تعالَ إلى بنسليمان! مدينة كانت يومًا ما جميلة، نظيفة، وحضارية، لكنها اليوم تحولت إلى تجربة اجتماعية فريدة: كيف يمكن لمدينة أن تنهار بالكامل دون حرب، دون زلزال، فقط بفضل مجلس جماعي موهوب في فن اللامبالاة؟

هذا المجلس العظيم لم يكتفِ بعدم القيام بواجباته، بل تجاوز ذلك ليصبح عائقًا حقيقيًا أمام أي محاولة للإصلاح. وكأن أعضاءه اجتمعوا وقرروا: “لا نريد أن نرى شارعًا نظيفًا، لا نريد بنية تحتية سليمة، ولا نريد أي شيء يجعل المواطنين يشعرون بالراحة!” وقد نجحوا نجاحًا باهرًا، حتى أن بعض القرى المجاورة أصبحت تبدو أكثر تطورًا من هذه المدينة المسكينة.

شوارع محفرة؟ نعم، فالمجلس يؤمن بأن القيادة على طريق مستوية مملة للغاية، لذلك وفر للسائقين تجربة مجانية لمحاكاة الطرق الوعرة. إنارة منعدمة؟ بالطبع، لأنهم يريدون أن يشعر المواطن بجوٍّ رومانسي حالك الظلام. أما النفايات المتراكمة، فهي جزء من مشروع فني ضخم بعنوان: “التعايش مع الأزبال”!

أما أعضاء المجلس، فهم في غاية النشاط… لكن فقط عندما يتعلق الأمر بالتقاط الصور أثناء الاجتماعات. ولعلنا نظلمهم إذا قلنا إنهم لا يعملون، فهم يعملون جاهدين على اختراع الأعذار، وتأليف القصص حول الميزانيات التي تتبخر مثل السحر. لا عجب أن المواطن البسيط بدأ يتساءل: هل هؤلاء منتخبون أم ممثلون في مسرحية عبثية طويلة؟

في النهاية، بنسليمان ليست بحاجة إلى مشاريع كبرى، فقط بحاجة إلى مجلس جماعي يدرك أن المدينة ليست مزرعة خاصة، وأن المواطنين ليسوا مجرد متفرجين في هذا السيرك السياسي. لكن، هل يستيقظ هؤلاء من غيبوبتهم، أم أننا سنرى الموسم الجديد من مسلسل “كيف تدمر مدينة بأسرع وقت ممكن”؟

مشاركة