الرئيسية آراء وأقلام بالمختصر..كلمة”تبون”كانت مكتوبة قبل الاجتماع مع “ماكرون”

بالمختصر..كلمة”تبون”كانت مكتوبة قبل الاجتماع مع “ماكرون”

61860e9b4c59b72e766a7eb5.jpg
كتبه كتب في 26 أغسطس، 2022 - 5:29 مساءً

بقلم:عبد السلام اسريفي/رئيس التحرير

تناقلت بعض الصفحات خبر وجود اختلاف بين كلمة رئيس عبد المجيد تبون، وكلمة الرئيس الفرنسي، ايمانويل ماكرون في الندوة الصحافية التي عقداها الرجلين مباشرة بعد اجتماعهما بقصر المرادية، ما جعل الكثير من المتتبعين للشأن السياسي الاقليمي والدولي يعتبرون أن خطاب “تبون” صيغ قبل اللقاء وربما قبل الزيارة.

فكلمة الرئيس الجزائري همت الذاكرة مرورا بالتعاون التقني والإقتصادي  بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك، بما في ذلك أزمة مالي وليبيا والصحراء المغربية..فيما تناول ماكرون، التعاون الثنائي بين البلدين في المجال الثقافي والرياضي وتجاوز الماضي الأليم ، والانفتاح على المستقبل ،من خلال إنشاء لجنة مشتركة تضم مؤرخين من البلدين لدراسة الأرشيفات حول الاستعمار وحرب الاستقلال،هذا مع البحث في أرشيف 132 سنة من الاستعمار الفرنسي للجزائر، دون أن يقدم اعتذار عن تصريحاته السابقة المسيئة للشعب الجزائري، إضافة إلى مناقشة الأوضاع الإقليمية “خصوصا الوضع في ليبيا ومالي .

ولم يتطرق ماكرون في كلمته عن ملف الصحراء المغربية،بل أكد أن المحادثات همت الوضع بليبيا ومالي،دون الخوض أو حتى التلميح لملف الصحراء المغربية،بعدما أراد “تبون”جره وتوريطه ،لكن رئيس الايليزي،فطن لحيلة العسكر، وأخرج نفسه من عنق الزجاجة في آخر اللحظات،بل وهذا هو الخطير في الأمر،فخلال إلقاء “تبون”لكلمته،بدت علامات الاستغراب والاستفهام على ملامح الرئيس الفرنسي،وكأنه يقول له، “لم نتحدث في هذه المواضيع،من أين جئت بهذا الكلام ..!”.

لم يستغرب ماكرون لوحده من مضمون خطاب “تبون”،بل كل المهتمين بالشأن السياسي الاقليمي والعالمي، حيث اعتبر بعض الباحثين في علم السياسة منهم الفرنسيين،أن مضمون كلمة الرئيس الجزائري، بعيدة بعض الشيء عن محتوى كلمة ماكرون، مع العلم، أنه من المفروض أن يكون هناك انسجام ما دام الأمر يتعلق ببلاغ حول نتيجة المباحثات الثنائية بين الرئيسين.

نفس الشيء، تراه بعض الصفحات المتخصصة، التي اعتبرت،أن الخطاب/ الكلمة التي ألقاها “تبون” بعيدة كل البعد عن محتوى اللقاء الثنائي، ما يفسر ،أنها صيغت قبل الاجتماع من قبل ديوان الرئيس،الذي سبق وأن قال أن “تبون”سيلقي كلمته بالعربية (الفصحى).

هذا العبث، يجعلنا نعتقد ،أن النظام الجزائري مرتبك، ومريض، ويبحث لنفسه عن ملاذ آمن،حتى وإن كان في خضن ماما فرنسا،بعدما تعذر عليه الوفاء بالتزاماته حيال الشعب المقهور، وصرفه المليارات من الدولارات على جبهة الوهم،التي يريد أن يجعل منها الشماعة لتبرير فشله في تدبيره للشؤون الداخلية.

مشاركة