أبو إياد / مكتب مراكش
عقد رئيس جماعة واحة سيدي إبراهيم، السيد محمد الشقيق، صباح اليوم، اجتماعًا تربويًا موسعًا مع مديري المؤسسات التعليمية العمومية والخصوصية بالمنطقة، خُصّص لبحث الإكراهات المتزايدة التي تواجه المنظومة التعليمية محليًا، في ظل توسّع عمراني سريع ونمو ديمغرافي غير مسبوق رفع من مستويات الضغط على المدارس.
هذا وقد استحوذ مشكل الاكتظاظ الكبير على جزء مهم من النقاش، حيث أكد المديرون أن الوضع بات يُهدد السير الطبيعي للدراسة، خصوصًا مع استقبال مدرسة برحمون لوحدها 1713 تلميذًا، إضافة إلى التحاق تلاميذ منطقة أولاد مسعود، ما دفع إلى اقتراح إضافة حجرات دراسية عاجلة وتوسيع المؤسسات.
وفي السياق ذاته، ناقش السيد الرئيس مع رؤساء المؤسسات مشروع إحداث مدارس جديدة بمنطقة البورات الحمرين، مع التأكيد على اختيار مواقع داخلية آمنة بعيدًا عن الطرق الرئيسية، وذلك بعد تسجيل عدة حوادث سير للأطفال في محيط المدارس خلال السنوات الماضية.
كما تطرّق المديرون إلى مشاكل البنية التحتية وخصاص الماء الصالح للشرب في بعض المؤسسات، حيث التزم السيد الرئيس بإيجاد حلول عاجلة. كما تم طرح إشكال نقص المرافق الصحية، إضافة إلى جدار مهدد بالانهيار بمؤسسة أولاد برحمون ووحدة أولاد مسعود، إلى جانب خصاص كبير في التعليم الأولي.
وأعلن الرئيس عن بناء وحدة للتعليم الأولي مع بداية الموسم الدراسي 2026، إلى جانب الشروع في توسيع فضاء المؤسسة عبر تكليف طبوغرافي جديد.
وكذللك مديرة مدرسة زهرة الواحة الخاصة أثارت مشكل الطريق المحاذية لمؤسستها، والتي شهدت حادثتي دهس لطفلين بسبب السرعة المفرطة، واقترحت وضع “ضوضانات” للحد من تهور بعض مستعملي الدراجات النارية.
كما طُرح مشكل حرق الأزبال قرب المؤسسات، وما يخلفه من دخان يتسلل إلى الأقسام ويؤثر على صحة المتعلمين.
بدوره، نبّه مدير مؤسسة برحمون إلى الخطر الذي تشكله السرعة الكبيرة لـمستعملي “الكواض” قرب المؤسسات، مؤكدًا تسجيل حالتين من الانقطاع عن الدراسة بسبب التحاق تلميذين بالعمل في هذا النوع من النقل، ما يزيد من نسب الهدر المدرسي.
مطالب بدعم التعليم الخصوصي وإحداث ثانوية مستقلة
وكذالك ممثل مؤسسة الحسنى ببرحمون شدد على ضرورة استقلالية الثانوية وفصلها عن السلك الإعدادي، لما يسببه الجمع بين المستويين من ضغط تنظيمي، وقد أكد السيد الرئيس أن مشروع الثانوية الجديدة يوشك على الاكتمال.
كما أثنى مديرو التعليم الخصوصي على مبادرة الرئيس، معتبرين أن هذا اللقاء يُعقد لأول مرة بهذا الشكل التشاركي
وأثار مدير إعدادية تانسيفت مجموعة من الإكراهات المرتبطة بانتشار النفايات قرب المؤسسات، إضافة إلى وجود محلات صناعية تطل مباشرة على الفضاءات التربوية، فضلًا عن انعدام الإنترنت داخل مكاتب الإدارة.
وقد اقترح الرئيس إحداث ملاعب للقرب بشراكة مع المديرية الإقليمية للتعليم، بهدف تحويل المنطقة إلى حي تربوي رياضي نموذجي يوفر فضاءات آمنة للتلاميذ ويشجعهم على الاندماج المدرسي.
وأكد السيد الرئيس أن الاكتظاظ خلال سنة 2026 سيكون متوقعًا نتيجة النمو السكاني المتسارع، وهو ما جعل الاجتماع ضرورة استعجالية للتخطيط الاستباقي وتنسيق الجهود.
واختُتم اللقاء بتثمين المديرين—خصوصًا ممثلي التعليم الخصوصي—لمبادرة السيد محمد الشقيق، الذي جمعهم لأول مرة للاستماع إلى مشاكلهم بشكل مباشر، في خطوة تُجسد مقاربة تشاركية تهدف إلى إيجاد حلول حقيقية للنهوض بالمدرسة المحلية بواحة سيدي إبراهيم.





