لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم… كم من فاجعة وقعت بسبب قادوس مكشوف أو حفرة مهملة، دون أن يتحمّل أحد المسؤولية! وعند وقوع الكارثة، يتسابق البعض لإلقاء اللوم على السلطات أو الجهات المكلفة، لكن الحقيقة المؤلمة أن هناك من باع ضميره بعشرة دراهم، وترك وراءه قنبلة موقوتة في قلب الطريق.
هؤلاء الذين يسرقون أغطية قنوات الصرف الصحي أو يتركونها مكشوفة بعد الأشغال، لا يبالون بما قد يقع من مآسي، ولا يفكرون في الأرواح التي يمكن أن تُزهق بسبب طمعهم وأنانيتهم. هم لصوص من نوع خاص، لا يسطون على البنوك، بل على أمن المواطنين وسلامتهم.
القادوس المكشوف ليس مجرد ثقب في الأرض، بل فخ مميت، قد يبتلع طفلاً، أو يسبب حادثة سير، أو يُفجع أسرة بكاملها. كل هذا مقابل حفنة من الدراهم لا تغني ولا تسمن من جوع.
المسؤولية مشتركة بين من سرق ومن غض الطرف، بين من أخلّ بواجبه ومن لم يراقب. أما الضمير، فقد تم بيعه بثمن بخس، وترك المواطن يواجه الخطر وحيدًا.
فهل من صحوة ضمير؟ وهل ستتحرك السلطات لحماية أرواح الناس، قبل أن يسقط ضحية جديدة في حفرة من صنع الإهمال والطمع