الرئيسية آراء وأقلام بأي ذنب قتلت…؟

بأي ذنب قتلت…؟

IMG 20180927 WA0002.jpg
كتبه كتب في 27 سبتمبر، 2018 - 9:09 صباحًا

 

قلم : وليد بهضاض

 

 

سبق للبحرية المغربية سنة 2007 أن فتحت النار على زورق مطاطي سريع في عرض سواحل”الحسيمة”،أدى إطﻻق الرصاص إلى مقتل شخصين ينحدران من إقليم الناظور و اعتقال شخص ثالث ينتمي الى “ايمزورن” ضواحي”الجوهرة الزرقاء”،تم تقديمه للعدالة بتهمة اﻻتجار و التهريب الدولي للمخدرات و معاقبته من أجل ما نسب إليه من طرف ابتدائية الحسيمة بعشر(10) سنوات سجنا نافذة و تعويض مادي لفائدة إدارة الجمارك قدره الى 17 مليار و 602 مليون سنتيم بعدما تم حجز ما يقارب أربعة”(4) أطنان من مخدر الشيرا و أزيد من 120 قنينة بنزين على مثن هذا القارب السريع.

في أواخر فبراير 2018 تدوالت منابر اعﻻمية خبر إطﻻق خفر السواحل اﻻسباني النار بجانب زورق سريع بمياه الجزيرة الخضراء،بعد قيام سائقه بمناورات خطيرة أثناء مﻻحقته و أسفرت المطاردة عن اعتقاله و اصطياد 42 رزمة من مخدر الحشيش كانت عائمة في البحر بعد التخلص منها من طرف المهربين دون إراقة قطرة دم واحدة.

بتاريخ 11 يوليوز 2002 حاصرت القوات العسكرية اﻻسبانية جوا و بحرا و برا”12″ جنديا مغربيا ينتمون الى البحرية الملكية و الدرك البحري بعدما اقتحمت المجموعة البحرية شواطئ جزيرة”ليلى”،تم إعتقالهم بطريقة مهينة و مشينة و تسليمهم الى السلطات المغربية عبر باب سبتة الحدودية كأن إسبانيا تؤكد سيادتها على الصخرة المهجورة و المدينة المعمورة.

و في شهر فبراير من سنة 2010 تم إقتحام الحدود البحرية اﻻقليمية المغربية من طرف 20 سفينة صيد جزائرية ضخمة في ظرف ثﻻثة أيام بشمال شرق المملكة و عمل المغرب على إشعار الجارة الجزائر بالمخالفات المرتكبة من قبل رعاياها و أصدر بيانا لينا و معتدﻻ غير شديد اللهجة و خال من التنديد و اﻻستنكار،إﻻ ان السلطات الجزائرية إلتزمت الصمت و لم تسارع الى منع سفن الصيد من اﻻصطياد بالمياه المغربية رغم أن ذلك مخالف و مناف للقوانين الدولية…

في 8 نونبر من سنة 2010 تدخلت السلطات المغربية لتفكيك مخيم”أكديم إزيك” الذي يبعد عن مدينة العيون ب 15 كلم،بعدما توغل إنفصاليو الداخل المؤيدون ﻷطروحة اﻻنفصال و بعض الموالين لمليشيات”البوليساريو” و تمكنوا من استغﻻل اﻷحداث و الركوب على المطالب اﻻجتماعية لبعض ساكنة مدينة العيون بالصحراء المغربية و تحويلها الى أعمال شغب،حيث استطاعوا تأجيج الوضع ما أسفر عن مقتل 11 عنصرا من القوات العمومية الغير المسلحة و التنكيل بجثثهم بطريقة وحشية زيادة على إصابة 70 فردا من عناصر قوات حفظ النظام بجروج و كدمات متفاوتة الخطورة و إصابة 4 مدنيين و خسائر مادية جسيمة قدرت ب 24 مليون دوﻻر دون أن تأمر الدولة بإطﻻق رصاصة واحدة.

في 17 فبراير 2014 استهدفت عناصر الجيش الجزائري بالحدود الشرقية للمملكة مراكز الحرس الحدودي المغربي بطلقات نارية.
و في 19 أكتوبر من نفس سنة (2014) على الساعة 12:00 بعد الزوال قام عنصر من العسكر الجزائري بإطﻻق 3 عيارات نارية على 10 مدنيين مغاربة بالشريط الحدودي بين البلدين على بعد 30 كلم شمال شرق مدينة وجدة، بالضبط بدوار”وﻻد صالح”التابع للجماعة القروية”بني خالد” أصيب على إثرها شاب في ربيعه 28 وهو رب أسرأة و أب لطفل واحد آن ذاك إصابة بالغة الخطورة على مستوى وجهه استدعت نقله في حالة حرجة الى مستشفى الفارابي بوجدة.

آخر رصاصة أطلقتها القوات المسلحة المغربية في وجه أعداء وحدة المملكة الترابية كانت في شهر شتنبر من سنة 1991 بعدما اتفق المغرب و جبهة البوليسارو بتدخل من مجلس اﻷمن و اﻻمم المتحدة على وقف إطﻻق النار بتاريخ 6 ديسمبر 1991 حيث انطلقت حرب ضروس سنة 1975 تكبد خﻻلها الطرفان خسائر مادية و بشرية جسيمة تراوحت بين 10.000 و 20.000 قتيلا.
سبقتها معارك ضارية بين المغرب و الجزائر تدعى”حرب الرمال”بعدما بادر العسكر الجزائري إلى الهجوم على عناصر الجيش المغربي بمنطقة “حاسي بيضا” الصحراوية سنة 1963 و استمرت ﻷيام قليلة الى غاية 6 نونبر من نفس السنة(1963) لينتهي الصراع المسلح بتوقيع اتفاقية نهائية لوقف إطﻻق النار بتاريخ 20 فبراير 1964 بعد وساطة جامعة الدول العربية و منظمة الوحدة اﻻفريقية.

ورغم اﻻستفزازات و المناوشات و المناورات العسكرية على المشارف الحدود المغربية من طرف الدول المعادية للوحدة الترابية في عدة مناسبات ظل المغرب ملتزما بوقف إطﻻق النار’ و لم يفتح الرصاص إﻻ على جسد أبنائه و فلذات أكباده في احتجاجات سابقة سميت بسنوات الجمر و الرصاص في عهد الملك الراحل الحسن الثاني.

إن الدولة التي تطارد شبابها و شباتها و لتقتلهم في عرض البحر لمجرد انهم غامروا بأرواحهم لتجنب اﻻصطدام معها و اﻻكتظاظ بسجونها أو اﻹقتيات على شرفها بعدما سلبت منهم قوتهم و كرامتهم، فحاولوا الفرار من جحيم الفقر و المرض و البطالة الى نعيم التقدم و الازدهار و الحضارة،شعب يغامر للوصول الى جنة القارة اﻻوروبية هربا من جهنم شمال إفريقيا لكي يعود إليها بإنجازات مستقبلية سالما غانما بعملة صعبة او مشروع منتج أو استثمار منعش،فﻻ خير منها يرجى و ﻻ أمل للمرء أن يترجى، فذنب طالبة الحقوق “حياة” التي قتلت على يد البحرية الملكية هو طموحها الى غد أحسن و رغبتها في مستقبل أفضل و وجودها في بقعة جغرافية بئيسة تحكمها حكومة استعمرتها أنفس سادية تستمتع بمعاناة شعبها و تقتله بدم بارد اذ فكر في التمرد عليها أو قرر الفرار من قساوة تعذيبها…و ليذهب عدو هذا الوطن و المواطن ظاهرا كان ام خفيا الى الجحيم …

مشاركة