الرئيسية نصائح و أفكار اليوم العالمي للقهوة: عشق متواصل لمشروب عالمي

اليوم العالمي للقهوة: عشق متواصل لمشروب عالمي

IMG 20190929 WA0058.jpg
كتبه كتب في 29 سبتمبر، 2019 - 4:06 مساءً

عبد الكريم زهرات/ صوت العدالة

تختلف دول العالم حول الاحتفال باليوم العالمي للقهوة ما بين 29 شتنبر، و01 أكتوبر من كل سنة. ويعتبر أول تاريخ رسمي لهذا الاحتفال هو 01 أكتوبر 2015 بعدما وافقت عليه المنظمة الدولية للقهوة ، ورغم ذلك فالاختلاف لازال قائما. وقد استغل هذا اليوم للتشجيع على التجارة العادلة للقهوة وزيادة الوعي بشأن مشكلات مزارعي البن.

هذا المشروب السحري الذي يعشقه الكثيرون عبر العالم، بل وتختلف طقوس تهيئته مابين هذه البلدان، حيث يعتبر تقديم فنجان قهوة للضيوف من بين أهم تقاليد الضيافة عند العديد من البلدان العربية والغربية، فكيف ظهر هذا المشروب؟ وما هي أهم المحطات التاريخية التي مر منها؟ وكيف تعامل الناس معه؟

تعتبر القهوة بنكهتها الأخاذة ومذاقها الرائع ورائحتها الجميلة، من بين أهم المشروبات التي عشقها الإنسان منذ القديم ولازال، ويعود اكتشافها حسب المصادر التاريخية المتعددة إلى القرن 10م أو القرن 15م، حيث لم تتفق الرويات التاريخية على تحديد تاريخ مضبوط ، بل تذهب مصادر أخرى إلى القول بأن اكتشاف أثر القهوة المنشط تم على يد قبيلة الأورمو بالحبشة (إثيوبيا) خلال القرن 17م . وترجع بعض الأساطير اكتشاف القهوة إلى أحد الرعاة بإثيوبيا اللذي لاحظ أثناء رعيه للماعز أن هذه الأخيرة أصبحت نشطة جدا عندما أكلت ثمارا حمراء تشبه الكرز الأحمر من بعض الأشجار، ولما تناول الراعي بعض التمار أحس هو الآخر بالحيوية والنشاط يذبان في جسمه، وبذلك تم اكتشاف هذا المشروب. كما تحكي نفس الأسطورة أن الرهبان كانوا يعتقدون أن النشاط والحيوية الذي تحدثه هذه التمار إنما هو نتاج الأرواح الشريرة، ونظرا لأنهم كانوا يخافون هذه الأرواح فقد كانوا يلقون هذه التمار في النار. لكن بعد أن داعبت رائحة القهوة المحمصة أنوفهم وأحسوا نفس الإحساس، توقفوا عن إحراقها لتصبح مشروبا رسميا.

أما في العالم الاسلامي فقد واجه مشروب القهوة في البداية معارضة شديدة من طرف علماء الدين حيث اعتبرها البعض نوعا من المسكرات. لكن هذه المعارضة لم تدم طويلا اذ سرعان ما تحولت القهوة إلى مشروب عام يتناوله الجميع، وأصبحت عنوانا على حسن الضيافة العربية.

وقد لقيت القهوة استحسان العديد من المفكرين والادباء العالميين فالمفكر والكاتب الفرنسي فولتير اللذي عاش خلال القرن الثامن عشر الميلادي كان يستهلك القهوة بشكل كبير حيث تشير بعض المصادر إلى أن هذا المفكر كان يستهلك القهوة بشكل مفرط لدرجة أن وفاته كانت بسبب هذا الإفراط. أما المبدع الموسيقي بيتهوفن فقد كان هو الأخر يفرط في شربها خاصة أثناء وضعه للألحان، ونفس الشيء بالنسبة للمبدع الموسيقي يوهان باخ. ولم يقتصر الإفراط في شرب القهوة على هؤلاء المفكرين بل تجاوزه إلى الشخصيات السياسية كالرئيس الامريكي فرانكلين روزفلت.

وخلال القرن 17 الميلادي انشئ بالقسطنطينية ” بيت القهوة” لتنتشر هذه البيوت بشكل سريع في مدن العالم، واسس باسكال الأرمن اول مقهى بباريس؛ تم أسس بعد ذلك مقهى آخر بلندن مخترعا طريقة جديدة لصنع القهوة. كما قدمت القهوة في نفس القرن وبالضبط سنة 1675م أثناء توقيع معاهدة ببلجيكا حيث قدم دبلوماسي تركي القهوة للمرة الاولى للويس الرابع عشر، لتسمى هذه المعاهدة ب ” اتفاقية القهوة”.

ومهما يكن من أمر القهوة فلا تزال هي المشروب المفضل عند الكثير من الناس، حيث يعتبر احتساء فنجان من القهوة من العادات والتقاليد التي يحرص الكثير على فعلها بشكل يومي. وتظل القهوة إلى جانب الشاي المشروبان الأكثر شعبية عند جميع المغاربة.

مشاركة