بقلم : سماح عقيق / صوت العدالة
يعتبر اليهود المغاربة أكثر اليهود في العالم تشبتا بوطنهم المغرب يحنون اليه رغم هجرة العديد منهم ،فقد كان عدد المغاربة اليهود في حدود 250 الف، عام 194o. وكان ذلك الرقم يمثل نسبة 10في المئة من مجموع سكان البلاد حسب الأحصاءات، فهم مازالوا يحتفظون بمعابدهم الدينية ( الميعارة) بالإضافة إلى الأحياء القديمة التي كانو يعيشون فيها الملاح.
ان الوجود اليهودي بالمغرب قديم قدم اليهودية، حيث ترجح العديد من الدراسات أن قدومهم الى شمال افريقيا جاء أعقاب خراب الهيكل الأول في عام 586 ق.م وبناءا عليه يوجد بالمغرب نحو 36 معبدا يهوديا وعدد هام من الأضرحة والمزارات في مختلف مناطق المغرب أشهرها:كنيس دنان بفاس،الصويره، وزان،مراكش،تارودانت،صفرو،وجدة .
من المثير والغريب أن الحضور الجغرافي والبشري لليهود شكل في بعض المناطق استثناءا ملفتا للانتباه،كما كان الحال عليه في قرية دبدو حيث إن مابين 2000نسمة من اليهود، كان هناك فقط 500نسمة من المسلمين. وهذا الاستثناء انطبق حتى على بعض المدن كالصويرة والجديدة التي كان نصف سكانها من اليهود حتى نهاية الاستعمار الفرنسي.
وفي هذا الصدد نشير ان المتكلمين اليهود انقسمو الى 3 مجموعات: هناك من يتكلم الأمازيغية وهم من اصل أمازيغي يقطنون بجبال الأطلس،ومنهم من يتكلم الاسبانية وهم أحفاد اليهود الذين طردوا من الاندلس، ومجموعة تتكلم العربية والدارجة المغربية، بينما ظلت اللغة العبرية لغة الدين والصلاة ولغة الخاصة وبالتحديد لغة البيت.
ان تاريخ اليهود بالمغرب جزء لايتجزء من حضارته الثقافية والفكرية ثم الاقتصادية والسياسية، والدليل على ذلك تقلد بعض اسماء من اليهود المغاربة للسلطة نذكر منهم :سيرج بيرديغو الذي كان وزيرا للسياحة، اندريه أزولاي كان مستشار الراحل الحسن الثاني في الشؤون الاقتصادية ومازال يشغل نفس المنصب في عهد محمد السادس، ابراهام السرفاتي سياسي مغربي، ادمون عمران المالح كاتب ومفكر مغربي، باروخ بن الصراف يهودي مغربي حاصل على جائزة نوبل في الطب والعديد من اليهود المغاربة المتميزين ،أما قديما نذكر منهم ابن شلوخة اليهودي كان خازن لبيت المال بسجلماسه في عهد الموحدين،ابراهام معيمران كان ديبلوماسي ومستشار عند المولى إسماعيل.
وتماشيا مع قوانين الجنسية المغربية ،صدر قرار سنة 1976 بعدم إسقاط الجنسية المغربية عن اليهود المغاربة الذين هاجرو في المراحل السابقة، وبذلك يمكنهم العودة إلى بلدهم متى شاؤوا باعتبارهم مواطنين مغاربة، أن التعايش والتسامح بين المسلمين واليهود في المغرب يمكن الحديث عنه على مستويات متعددة، فحضور اليهود في مختلف مجالات المجتمع المغربي يعد مؤشرا على ماكان يتمتع به هؤلاء من تسامح وهو ما أهلهم ليلعبو ادوارا مختلفة ومهمة ويضمنون حضورهم الثقافي المتميز في المغرب.