الرئيسية سياسة الياس العماري من بكين:حزب الأصالة والمعاصرة يقوم في مرجعيته الفكرية على الزواج الوثيق بين المرجعية الحداثية وبين المرجعية المحلية المتجذرة في تربة المجتمع المغربي

الياس العماري من بكين:حزب الأصالة والمعاصرة يقوم في مرجعيته الفكرية على الزواج الوثيق بين المرجعية الحداثية وبين المرجعية المحلية المتجذرة في تربة المجتمع المغربي

24294143 1458454504253139 5648024267024196982 n.jpg
كتبه كتب في 2 ديسمبر، 2017 - 10:37 مساءً

صوت العدالة- اسريفي عبد السلام

في كلمة ألقاها قبل قليل في مؤتمر “الحوار الأول للحزب الشيوعي الصيني مع الأحزاب العالمية” ببكين ، قال الياس العماري موجها رسالته الى العالم بأسره أن قوة الدول نتاج عمقها الفكري والحضاري وتطور متسلسل لنموذجها الاقتصادي والتنموي، معتبرا ما وصلت اليه الصين اليوم هو نتاج لسنوات طويلة من العمل والاجتهاد على كل الأصعدة ” إن الانجازات الإقتصادية والاجتماعية والتكنولوجية والثقافية التي تتحقق اليوم في دولة الصين الشعبية لم تأت من فراغ. فقوة هذه الدولة هي نتاج طبيعي لقوة الحزب الشيوعي الصيني الذي ساهَمَتْ في بنائه زعامات فكرية وسياسية ستبقى أسماؤُها راسخة، ليس في تاريخ الصين وحده، وإنما في سجل البشرية جمعاء”.
وفي السياق ذاته اعتبر العماري أن الدولة في مفهومها الشامل لا تقدم الاجابات الشافية لمفهوم الأمة ، بل تبقى لكل جماعة خصوصيتها وطبيعة تفكيرها ونظرتها للأمور “مما لاشك فيه أنه ليس هناك مفهوم واحد ووحيد للدولة، كما أنه ليس هناك نموذج موحد يمكن فرضه على الشعوب، بل هناك تجارب مختلفة للدول. وفي اعتقادي، إن النظرة الاستشرافية الثاقبة لكارل ماركس هي التي أوحت له بالكلام عن نمط الإنتاج الآسيوي، المختلف عن أنماط الإنتاج الأخرى. وبالتالي فقد قام بالتأسيس لعصور بشرية جديدة تستطيع استثمار خصوصياتها الهوياتية التقليدانية لبناء تجارب ناجحة ومتفردة”.

وحول حزبه الأصالة والمعاصرة، أوضح الياس العماري أن حزب الأصالة والمعاصرة يجمع بين نموذجين متختلفين لكنهما يقدمان تصور راقي يصلح في مجتمعات كالمجتمع المغربي “فحزب الأصالة والمعاصرة الذي أتشرف بتحمل مسؤولية أمانته العامة، يقوم في مرجعيته الفكرية على الزواج الوثيق بين المرجعية الحداثية التي تمثل نتاج التراكمات المعاصرة التي حققتها البشرية في مختلف المجالات، وبين المرجعية المحلية المتجذرة في تربة المجتمع المغربي والتي تتكون من الموروث الروحي والشعبي والحضاري المحلي الذي يعود إلى عدة قرون.
وكما نجح الحزب الشيوعي الصيني على صيننة الفكر الماركسي، يعمل حزبنا على الاجتهاد في مَغْرَبَة المرجعيات الفكرية الكونية مستفيدا من تراكمات وانجازات باقي الأحزاب الوطنية المغربية”.

مضيفا أن تأصيل التجارب البشرية الناجحة في العمل السياسي داخل التربة المحلية التي تزخر بالتنوع الهوياتي والثقافي واللغوي، من خلال المحافظة على الأنماط الاقتصادية والروابط الاجتماعية والأعراف التنظيمية العريقة، يزيد من قوة الشعوب ويعزز وحدة الدول وتطورها. ولهذا، نجد أن بعض القوى الدولية ذات النزوعات الامبريالية تعمل كل ما بوسعها لاختراق هذه التجارب من خلال التشجيع على تفكيك بنياتها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية. و يتأكد كل هذا مع ماتعرفه منطقة (شمال افريقيا) من فوضى عارمة قوضت أسس الدولة التي ضحت شعوب بأكملها من أجل وجودها وتقدمها.

ولتبرير فشل بعض التجارب قال الياس ” إن الظرفيات الاقتصادية المتقلبة وتأخر تحقيق التنمية المنشودة، وما خلفته من استمرار ظاهرة الفقر والهشاشة والبطالة والأمية والارهاب وإنعدام الأمن… تضع أحيانا بعض العوائق في طريق الديموقراطية سواء داخل الأحزاب أو داخل الدولة. كما أن نفس الاعتبارات قد تقف في وجه بلوغ مبدأ المساواة سواء بين الجنسين أو بين الأجيال وبين المجالات الترابية.
وما قدمه الياس العماري قبل قليل من تصورات حول الدولة الحديثة وقوتها وفشل بعض التجارب وموقف حزبه من البعض منها ما هو إلا محاولة منه في تدويل مفهوم الحزب العصري الذي يتبنى مرجعية حداثية تتطور باستمرار وتنتج خيارات معتدلة قابلة للتنزيل في دول جنوب جنوب.والاشارة أن الدولة تبقى مفهوم مختلط ما هو إلا تبرير لفشل بعض التجارب في تنزيل التصور الشيوعي منها دول العالم الثالث التي أرادت فرض نظام في بيئة هشة لا زالت تبحث عن دور المؤسسات وتعانق المفاهيم المستورة من الشمال الداعية الى التخلص من التبعية للجماعة والقبول بالفرد كمؤسسة وحيدة قادرة على فرض الأمن وتحقيق الرفاهية.

مشاركة