الوقفات التضامنية مع فلسطين في بنسليمان: بين النوايا الصافية والمصالح السياسية

نشر في: آخر تحديث:

بقلم: عشار أسامة

تشهد مدينة بنسليمان وقفات تضامنية متكررة مع الشعب الفلسطيني، حيث أصبحت هذه المبادرات شبه أسبوعية، تعبيراً عن دعم شعبي لقضية تعتبر من أبرز القضايا الإنسانية. ومع ذلك، يتساءل المتتبع المحلي عن طبيعة هذه الوقفات، وعن النوايا الكامنة وراء تنظيمها، هل هي تعبير صادق عن تضامن إنساني أم أنها تخدم أجندات سياسية لبعض الأحزاب والهيئات المحلية؟

يرى كثيرون أن هذه الوقفات تمثل انعكاساً لموقف الشعب المغربي الداعم للقضية الفلسطينية، المستند إلى مواقف تاريخية ثابتة وعلاقة وجدانية قوية مع القضية. المشاركون في هذه الفعاليات غالباً ما يعبرون عن تضامن حقيقي، بعيداً عن أي مصالح شخصية أو سياسية، وهو ما يعزز قيمتها الأخلاقية في دعم قضية عادلة.

لكن في المقابل، يثير ظهور بعض الشخصيات السياسية وممثلي الهيئات الحزبية في هذه الوقفات علامات استفهام. هناك من يشكك في أن هذه الأنشطة قد تُستغل كوسيلة لإبراز حضور سياسي أو لتحقيق مكاسب انتخابية، خاصة وأنها تأتي في سياق قد يشهد تنافساً سياسياً متزايداً على المستوى المحلي.

هذا الجدل يعكس حاجة ملحة إلى الشفافية في تنظيم هذه الوقفات، لضمان أن تكون خالية من أي استغلال سياسي أو حزبي. يجب أن يكون الهدف الأساسي منها هو دعم الشعب الفلسطيني وإيصال رسالة تضامنية حقيقية بعيداً عن أي حسابات أخرى.

في النهاية، تظل القضية الفلسطينية رمزاً للوحدة والتضامن الإنساني، ويقع على عاتق الجميع، سواء كانوا أفراداً أو هيئات، مسؤولية الحفاظ على صدق هذه الوقفات، لتكون بالفعل صوتاً نقياً ينادي بالعدالة والحرية للشعب الفلسطيني.

اقرأ أيضاً: