بقلم: عبد السلام اسريفي
في مشهد يعكس حجم الهوس الإقليمي بالمكانة المتصاعدة للمغرب، خصصت بعض الدوائر الجزائرية، حسب تقارير موثوقة، قسماً مستقلاً داخل أجهزتها الاستخباراتية لمتابعة المؤثرين المغاربة والدوليين المدافعين عن قضية الصحراء المغربية. هذا القسم، الذي يستعين بجيوش إلكترونية ضخمة ومجهّزة بميزانيات ضخمة بالدولار، لا هدف له سوى التشويش على الخطاب المغربي ومحاولة زعزعة الإجماع الوطني حول الوحدة الترابية.
تُستخدم في هذه الحملات حسابات مزيفة بأسماء مغربية وصور مأخوذة من الواقع المحلي، في محاولة خبيثة لزرع الفتنة وإرباك الرأي العام. إلا أن هذه المناورات باءت بالفشل، أمام وعي المغاربة، ويقظتهم الرقمية، وتماسك جبهتهم الداخلية، حيث كانت الردود دائمًا مبنية على الحُجّة والوثائق بعيدًا عن الانجرار لأساليب السب والشتم التي تطبع بعض الصفحات الجزائرية.
اليوم، ومع توالي الاعترافات الدولية بمغربية الصحراء، تتضح الصورة أكثر أمام العالم. المغرب، بقيادة ملكه وبفضل حكمة مؤسساته ويقظة شعبه، استطاع ليس فقط إحباط المشروع الانفصالي، بل وفضح نوايا الهيمنة الجهوية التي تحرك سياسات المرادية في المنطقة.
إنها معركة وعي قبل أن تكون مواجهة سياسية، وقد اختار المغاربة فيها سلاح الحقيقة والمصداقية، وهو ما جعل صوتهم مسموعًا، وقضيتهم عادلة ومُنتصرة.