الرئيسية أحداث المجتمع المقاطعة أسلوب متحضر للدفاع عن الحقوق المهضومة ووسيلة فعالة في النبش في أوكار الفساد وفضح ممارسات المفسدين الخسيسة

المقاطعة أسلوب متحضر للدفاع عن الحقوق المهضومة ووسيلة فعالة في النبش في أوكار الفساد وفضح ممارسات المفسدين الخسيسة

received 2029849387263667.png
كتبه كتب في 13 يونيو، 2018 - 8:30 صباحًا

 

 

جريدة النشرة : د. عبد اللطيف سيفيا

بقية الحديث…إنه لواقع مؤلم حقا …وما خفي كان أعظم …ولكن باتباع وصفة ناجعة مستنبطة من حكمة ينادي بها مثل مغربي شائع وثابت المفعول حسب ما أكدته مواقف حازمة للشعب المغربي من خلال حملة المقاطعة الأخيرة التي أيقظت الضمائر الحية باتباع مضمون المثل القائل “اهبش تجبد حنش” وتفعيل مقتضياته حرفا وكلمة وجملة ،سنتمكن فعلا من الوصول إلى العديد من الخروقات والتجاوزات السافرة التي لم تكن في الحسبان،لينفضح كل شيء وتوضع نقاط الفساد على رؤوس المفسدين الفعليين كعلامات تدل على خيانتهم للأمانة “سيماهم على وجوههم”من كثرة الفساد الذي عاثوا به في البلاد التي نهبوا خيراتها و قهروا العباد بها، فسادت الفتنة بين الأهل والأحباب والنقابات و الأحزاب والهيآت المختلفة الممثلة للمجتمع المدني وغيره ،وتسببوا في الفوضى العارمة ، وأضرموا النار في الأسعار واختلقوا لذلك الأكاذيب والأسباب . فزاد الاحتقان واختلفت الآراء وتضاربت المصالح ، لتسقط وبالا من الشر على رؤوس المستضعفين من المواطنين الذين مورست عليهم سياسات الضغط والقهر والاستعباد ، ممن نصبوهم عن طواعية على أمورهم ، ليتحكموا في رقابهم ويسوقوهم إلى الذل والهاوية…فاستفاق الشعب على وقع القضية الفاضحة ، ليشتموا فيها رائحة الغدر والخيانة ، يا ليتها لم تكن القضية ، ففطن المواطنون إلى أن مؤسساتهم كانت زيفا ولاغية ،مجرد وهم يروج لآمال واهية ، تحت قبة برلمان تبين أنه مجرد اسطبل يتعالى فيه الشخير والنخير والنهيق والنعيق أو حسب قول الشارع “بغلمان وبار لمان” ومسرحا لتدويخ الأذهان… وحكومة وقورة ومبجلة وصفت بالبكماء والكتومة ، نظرا لالتزامها الصمت المطبق حول العديد من الخروقات التي ملأت أرجاء البلاد وأثقلت كاهل العباد ونهبت ما تيسر من خيرات عمومية واستفحلت في نشر الفساد الذي اجتاح الأرض والسماء باستغلال النفوذ بالترهيب والوعيد والوعود وشاهد ومشهود ،لقد انفضح أمر أصحاب الأخدود الذين هوت أمهم في قعر الطمع والجحود ، ليجدوا أنفسهم على نار شديدة اللهب هم قعود …فهذا ينهب ويتسلط بلا سبب ففاق في ذلك أبا لهب ، وذاك يستهتر بأمر العباد ويمارس عليه كل أنواع التهديد والوعيد، وآخر يصفه بالقطيع والمدوخ المخبول والخائن للوطن، وغيرهم يجعل من فقرهم صفة للاستهزاء وشربهم للشاي الذي قيل قديما أنه أصل لانتشار القمل ، بينما خرج الضالون المكذبون أمام العلن يتنشون باحتسائهم للحليب المذموم ، الذي تبين أنه ليس بحليب حليب ، بقدر ما هو تهلكة وضياع لمالية المواطن وصحته التي أصبحت لعبة بين أيدي محتكري الأسواق والمنتوجات الغذائية وغيرها…وضحك على الذقون وتباه في التهكم من إرادة الشعب في المقاطعة المشروعة التي رفع لها العالم الغريب قبعة الاحترام والفخر واعترف بها كسلوك حضاري رائد وفريد،جعل الجميع يعترف بنضج العقليات الشعبية وضرب المثل بها في التعامل مع المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي تصادفهم في حياتهم ، بطريقة واعية وإيجابية متحضرة وراقية تفوق مستوى وعي أعضاء حكومتها ومن دونها من حملة الديبلومات العالية وغيرهم من الأميين الذين لازالت تجود بهم الساحة السياسية الوطنية، والذين عوض أن يكدوا ويجدوا ويجتهدوا لاكتساب الحنكة المطلوبة في تسيير شؤون البلاد، كدوا ووجدوا ليكتسبوا ”حنكا” مزدوجا المعالم يمينا وشمالا ، واجتهدوا في نفخه وملء حناجرهم وبطونهم بالسحت على حساب عرق المواطنين الذي سيكون لهم يوم الآخرة بحيرات من ماء النار ليغطسوا فيه إن شاء الله وتسمع لهم صياحات وتولولات وتنيُّرات وتحسُّرات على ما كانوا يفعلون برعيتهم التي تولوا أمرها في الدنيا ولم يعملوا بحساب الآخرة…
فهل أتاكم خبر بعض الشركات والمؤسسات الاقتصادية والإنتاجية التي كانت تستغل طيبوبة المواطن المغربي وثقته في مصداقيتها لتبلغ بها الوقاحة إلى الإعلان عن سلامة وصحة منتوجاتها أمام العادي والبادي ، وأعني بهذا ، أمام المواطن يصفته مستهلكا ، والضحك عليه بواسطة ما يجده مسجلا على واجهة المنتوجات المختلفة والمتنوعة…، وأمام المسؤولين المعنيين ، من مفتشي الجودة والمؤسسات المختصة في هذا الشأن والهيئات الموكولة لها حماية المستهلكين ، إلى غير ذلك من الخشيبات والبياضيق التي تنتظر أنامل لوبيات الاحتكار لتحركها في وجهة معينة وزمن مقصود وأمر مدبر معروض، منتظرة من الأسياد الذين اشتروا هممهم وذممهم أوامر ب”الشا” أو ”الرا” لتجدهم جنودا مجندة طائعة لهم ولأطماعها الخاصة على حساب المسؤولية والضمير المهني والوطني والإنساني…منفذين ما ينزل عليهم من أوامر سادية بكل حذافرها .
وسنعطي خلال البقية المتبقية المقبلة من الحديث ، إن شاء الله ، بعض أوجه الفساد التي أقدمت عليها بعض المؤسسات الإنتاجية التي توصف بالوطنية ، ولكن ليس بينها ، والله، وبين الوطنية إلا ما ترك الضبع من جيفته…وللحديث بقية…

مشاركة