الرئيسية آراء وأقلام المغرب يطير كالفرشة ويلسع كالنحلة

المغرب يطير كالفرشة ويلسع كالنحلة

2cee8b7faac43c35a1081f738ce5dcbd.jpeg
كتبه كتب في 28 يناير، 2023 - 2:22 مساءً

بقلم: مصطفى منجم

يبدو ان الديك الفرنسي مازال يستيقظ على احلام الاستعمار، ويعيش على ذاكرة الامبريالية المستعمرة، التي تريد أن تبسط سيطرتها من جديد ولو عن طريق الحرب الباردة، وعسى ان يكون قرار البرلمان الاوروبي الأخير خير دليل على سوء نظرة الغرب تجاه المملكة المغربية، وفتح قصر الاليزيه أبوابه من جديد لرئيس أركان الجيش الجزائري السعيد شنقريحة افضل برهان على النية السوداوية التي تبادلها فرنسا مع شريكها الاستراتيجي.

ان التغيير الذي عرفته الديبلوماسية المغربية في السنوات الأخيرة على مستوى الدولي، والتحالفات الجديدة التي عززت موقف المغرب في القضايا الترابية، جعلت فرنسا تقف على رجل واحدة، تنتظر القطار المغربي الحديث يصل لالتحاقها بالركاب، لكن هذا القطار مزال ينتظر خروج فرنسا من المنطقة الرمادية والاعلان عن موقفها تجاه القضية المغربية التي تتجلى في دعم المغرب في مبادرة الحكم الذاتي.

ولعل شوكة فرنسا اصبحت حائرة بين ايدي ماكرون، لاهي تأكل من الغاز الجزائري من جهة ولاهي تغطي حاجياتها الطاقية من المغرب من جهة أخرى، كما أن المرض الذي اصابها بسبب التطور الذي بدأت تشهده المملكة المغربية كمرض اللوزتين، يصعب عليها بلع هذه المواكبة السريعة التي عصفت بها ووضعتها ضمن قائمة الخاسرين.

وأن الميزان الذي تلعب به فرنسا مع المغرب بورقة الجزائر هو ليس الوزن الحقيقي للمغرب، لان وزن الريشة (الجزائر) لا يتقابل في الحلبة مع الوزن الثقيل (المغرب)، لان هذا الأخير يلاكم فوق وزنه وأن لكمة المغرب ستكون ضربة قاضية كضربة محمد علي كلاي في السبعينيات.

في حين أن فرحة العساكر لا توصف بعد الهدية التي قدمها الحائر ماكرون لضيفه الجزائري التي هي عبارة عن خوذة حراس الامن، في إشارة واضحة أمام عدسات الكاميرات العالمية التي سجلت هذا المشهد التاريخي، على أن شنقريحة العجوز هو الحارس الحقيقي للمصالح الفرنسية في الجمهورية الجزائرية.

وهنا يكمن الفرق في الاوزان لان الخفيف اخذ حصة الأسد في الاهانة بالطريقة الديبلوماسية، اما الثقيل عبد اللطيف حموشي الذي كان آنذاك حظي بشرف استقبال الكبار، حيث تم توشيحه بوسام استحقاق من درجة ضابط جوق الشرف له، والذي منحه إياه برنار كازنوف، وزير الداخلية، كما سبق أن تم توشيحه عام 2011 بوسام من درجة فارس، علما أن هذا الأخير ليس رئيس اركان الجيش.

في حين أن فرنسا المتعجرفة التي تحاول ان تلعب على نبرات الاستخفاف والتعالي ونصب المكائد، لازالت تعتقد ان المغرب كعكة الامبريالية تتقاسمها الدول الأوروبية وسط دائرة المزايدات، لان الغرب دائما يتبعون شهواتهم ومصالحهم حتى لو كانت في القطب الجنوبي.

مشاركة