بقلم:ذ.عبد القادر برهوما
تمثل التصريحات الأخيرة لوزير الخارجية المغربي السيد ناصر بوريطة محطة جديدة تؤكد عمق العلاقات المغربية الموريتانية، التي دخلت سنة 2025 مرحلة غير مسبوقة من الدينامية والتقارب. فقد شهد العام الجاري انعقاد لجان متخصصة مشتركة، وتبادل وفود رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين، إلى جانب توقيع اتفاقيات تعزز الشراكة الثنائية في مختلف المجالات. هذا الزخم السياسي والدبلوماسي يعكس إدراك الرباط ونواكشوط لأهمية توحيد المقاربات وتعزيز التعاون في محيط إقليمي يعرف تحولات متسارعة تستدعي رؤية ثنائية ومسؤولية مشتركة.
اقتصاديا، يتعمق التكامل بين البلدين عبر تطوير البنيات اللوجستية وفتح معابر جديدة، أبرزها معبر بئر أم گرين الذي يشكل إضافة نوعية إلى جانب معبري الكركارات وآمكاله. ففتح هذا المعبر من شأنه تعزيز انسيابية الحركة التجارية والبشرية، وخلق فرص اقتصادية جديدة للمناطق الحدودية، وتطوير الروابط الاجتماعية بين القبائل والأسر والعائلات المتجذرة على طرفي الحدود. كما أنه يفتح آفاقا أوسع أمام التبادل التجاري، الذي بلغ مستويات مهمة تجعل من المغرب أحد أهم الشركاء الاقتصاديين لموريتانيا داخل القارة الإفريقية، وفق التقارير الاقتصادية الصادرة بنواكشوط.
اجتماعيا وسياسيا، يؤكد هذا المسار المتصاعد أن الرباط ونواكشوط تجمعهما روابط أخوة وتاريخ مشترك وجغرافية واحدة، تتعزز بتطابق الرؤى بين قائدي البلدين الملك محمد السادس نصره الله وفخامة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وحرصهما على بناء فضاء مغاربي آمن ومستقر ومزدهر. فالتقارب بين الشعبين ليس مجرد خيار دبلوماسي، بل هو امتداد طبيعي لعلاقات اجتماعية وإنسانية ضاربة في العمق، تترسخ مع كل خطوة جديدة لتعزيز التعاون والبناء المشترك. ومع توسع مجالات الشراكة وفتح منافذ إضافية للتواصل، تتكرس القناعة المشتركة بأن المغرب وموريتانيا دولتان وشعب واحد.

