السباعي/ صوت العدالة
يقول “ايمانويل تود ” الفيلسوف الفرنسي المعاصر: لايمكن النهوض بأي مجتمع تنمويا من دون تكوين عقلي حقوقي واقعي للمرأة ، تكوينا بعيدا عن المغالطات الرومانسية التي رسمها لها الاعلام، لأنها بكل بساطة هي الأمومة الحاضنة للطفل ،هذا الكائن الذي يعد أحد استراتيجيات بناء المستقبل.
وهنا لازلنا نعود للقول،أن هناك من يبخس دور المرأة بمحاولة تجنيس تعسفي للفكر وللعقل، بتوظيف مقاربة نوعية لاتستقيم، مما يأجج لغة الاتهامات الفارغة المحتوى، ليطرح البعض أسئلة ساذجة ومجترة منذ العصر الوسيط الى حد الاستهلاك.. حيث يقول صاحبها أن كل تاريخ الانتاج و الفكر البشري منسوب وبإطلاق للرجل، متناسيا الادوار الطلائعية التي برزت فيها نساء عجز الرجال عن تحملها.
محض الافتراء أن نقزم نظرتنا الى من حولنا، بأن نكرس ثقافة بالية، مليئة كليا بالوهم لا أكثر ، تتداخل فيها عوامل بنيوية لافراز فكر لا يعترف بالآخر..
ما الذي قامت به المرأة عبر التاريخ؟ سؤال نمطي مل التاريخ من تكراره، لكنه وللاسف لا زال يتردد على لسان العاجزين عن فهم الحياة برمتها، فأنا وانت لا شيء بدون وجود للآخر، وهذه هي الحقيقة المغيبة في المجتمع العربي تحديدا.
وعموما فلا يمكن فهم وضعية المرأة في الحاضر، ولا توقّع وضعيتها في المستقبل دون استقراء الواقع الاجتماعي العام،و دون استكشاف البنية الأسرية. ذلك أن المرأة عنصر بنيوي و وظيفي في الأسرة و في مؤسسات المجتمع، تتحدد وضعيتها بمواقع أفراد البنية الآخرين..
لذلك فان وضعية المرأة في المجتمعات العربية تحديدا، التي جعلت منها منذ قرون و إلى اليوم محلا للعنف بشكليه المادي و الرمزي، وعلى اختلاف درجاته، ما هي إلا نتيجة لمجموع العلائق القائمة على التفاوت في الملكية و في ممارسة الأدوار الاجتماعية، و في توزيع ثمرات العمل، و التي سادت المجتمع الإنساني، و مازالت تسود بنى المجالات الحيوية المختلفة منذ استئثار الرجل بالملكية الخاصة لوسائل الإنتاج و أخذه بزمام السلطة..

