بقلم:عشار أسامة
احتضنت كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بالمحمدية، صباح يوم الخميس 18 دجنبر 2025، حفل الافتتاح الرسمي لنادي الإعلام والدراسات السياسية، وذلك تزامنًا مع حفل استقبال طلبة الدفعة الثالثة (2025–2026) لمسار التميز في الصحافة والتواصل السياسي.
ويأتي هذا الحدث الأكاديمي في إطار الدينامية التي تعرفها الكلية على مستوى الانفتاح على قضايا الإعلام والاتصال، وربط التكوين الجامعي بالنقاش العمومي والممارسة المهنية، بما يعزز مكانة الجامعة كفضاء لإنتاج المعرفة وتبادل الأفكار.
وقد تميّز حفل الافتتاح بتنظيم ندوة علمية رفيعة المستوى تحت عنوان: «الصحافة المغربية برؤية أكاديمية متعددة التخصصات»، عرفت مشاركة نخبة من الأساتذة الجامعيين والأكاديميين والمهنيين، الذين قدّموا قراءات تحليلية عميقة لواقع الصحافة المغربية، كل من زاوية تخصصه وخبرته العلمية أو المهنية.
وفي هذا السياق، تناول الأستاذ محمد عبدربي، أستاذ السوسيولوجيا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية والمنسق البيداغوجي لماستر العمل الاجتماعي، موضوع مصادر الأخبار لدى المغاربة وموقفهم من دور وحرية الإعلام، مسلطًا الضوء على علاقة المجتمع بالإعلام والتحولات التي عرفها استهلاك الخبر.
من جهته، قدّم الأستاذ نوفل سويطط، مهندس فضاء ومدير السلامة وجودة المهام العلمية لوكالة “ناسا”، وعضو مؤسس للمبادرة المغربية لصناعة الفضاء، مداخلة بعنوان «العلم في الإعلام؛ بين التبسيط المشروع والتزوير الخطير»، ناقش من خلالها إشكالية نقل المعرفة العلمية عبر وسائل الإعلام وحدود التبسيط المهني.
أما الدكتور لحسن البوهالي، دكتور في الأنثروبولوجيا والمسؤول البيداغوجي والفني والتقني بمدرسة 1337، فقد تطرق إلى موضوع «الإعلام المغربي المعاصر بين منطق الفرجة ومنطق المحاكاة»، محللًا تأثير الأنماط الإعلامية الحديثة على مضمون الرسالة الإعلامية وسلوك المتلقي.
بدوره، ركّز الأستاذ رشيد مهنى، أستاذ التعليم العالي بجامعة محمد الأول ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الاقتصادية والقانونية، على «المقاولة الصحفية في ظل التحديات السوسيو-اقتصادية الراهنة»، مبرزًا الإكراهات الاقتصادية والتنظيمية التي تواجه المقاولات الإعلامية الوطنية.
واختتمت أشغال الندوة بمداخلة الأستاذ زكرياء آيت عبد المجيد، الصحافي ومقدم نشرات وبرامج الأخبار بالقناة الثانية، وأستاذ بماستر التميز في الصحافة والتواصل السياسي، حول «الصحافة المغربية بين سؤال المصداقية والسعي إلى الربح السريع»، حيث تطرّق إلى التوازن الصعب بين أخلاقيات المهنة وضغوط السوق الإعلامية.
ويُعد افتتاح نادي الإعلام والدراسات السياسية خطوة نوعية تروم ترسيخ ثقافة التفكير النقدي داخل الوسط الجامعي، وتعزيز النقاش الأكاديمي الجاد حول قضايا الإعلام والتواصل السياسي، فضلاً عن خلق فضاء تفاعلي يربط بين الطلبة والأساتذة والمهنيين في أفق تكوين جيل واعٍ بتحديات الممارسة الإعلامية ومسؤولياتها المجتمعية.

